رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مجرد رأى
من دمياط إلى القاهرة

ــ صفحة من ذكريات: مهما أكتب عن أسرة الحاج عطية تعيلب التى احتضنتنى فى سن ثلاث سنوات فى دمياط لن أستطيع أن أوفيها حقها. ففى هذه السن ماتت أمى رحمها الله نتيجة مرض الدرن الذى كان منتشرا فى ثلاثينيات القرن الماضى. ولما كان والدى يرعى إبنا له فى القاهرة يكبرنى بعشر سنوات من زوجة أولى تنتمى إلى أسرة الزعيم الوطنى مصطفى كامل بينما أمى إبنة الشيخ مصطفى مأمون إمام الملك فؤاد وليس لها أخوات إناث، فإنه صحبنى إلى دمياط حيث شقيقته الأرملة التى ترعى أسرة من أربعة ذكور وفتاة واحدة.

ومنذ انضممت إلى هذه الأسرة وأنا أشعر بأننى واحد من أفرادها لا فرق بينى وبين أى فرد آخر. وقد تصادف أن بدأت الحرب العالمية الثانية وأثرت العاملين فى دمياط فى صناعات الأحذية والموبيليا والألبان والحلويات والغزل والنسيج والأسماك إلى جانب إدارة مصيف رأس البر. وكان طبيعيا ثراء أسرة تعيلب والانتقال من البيت القديم الموروث إلى بيت حديث ثم فى مرحلة أخرى إلى عمارة تطل على النيل فى مدخل الكوبرى الشهير الذى يربط ضفتى النيل فى المدينة فى الوقت الذى أقامت فيه معملا جديدا للحلويات توسعت فى نشاطه وأصبح ينتج إلى جانب المشبك الذى اشتهروا به مختلف أصناف الحلويات الأخرى من ملبن وهريسة ولديدة وحمصية وفولية.... إلخ.

وفى مدرسة دمياط الابتدائية ثم الثانوية تعلمت أفضل تعليم فى مدرسة لم تكن تختلف عن أرقى مدارس أوروبا. وما أن انتهت الحرب العالمية عام 1945 حتى بدأت المظاهرات فى مختلف مدارس مصر وتم غلق المدارس عدة أيام كنت أنزل فيها إلى معمل الحلويات وأشارك فى صناعة الحلوى لدرجة أننى هيأت نفسى لأكون حلوانيا لولا أن تصادف أن ذهبت إلى القاهرة لأمضى إجازة الصيف مع أخى، حيث وجدت مكتبة واسطوانات وجرامفون وورقة الجورنال التى حكيت عنها (عمود 16 يونيو) وجعلتنى أقرر أن أكون صحفيا وغيرت حياتى .

 

[email protected]

[email protected]
لمزيد من مقالات صلاح منتصر

رابط دائم: