رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قصة مكان..
حلم المالديف.. كابوس يلاحق الجزر الهندية

شيماء مأمون

لم يتخيل أحد أن جزر «لاكشادويب» الخلابة الواقعة قبالة الساحل الغربى للهند، التى تشتهر بشواطئها الرملية الرائعة ومياهها الصافية وشعابها المرجانية، سوف تتصدر أخبارها عناوين الصحف العالمية مؤخرا، بعد قيام سكانها بالعديد من الاحتجاجات على مدار الأسابيع الماضية، ضد ما يصفونه بأنه «هجوم على هويتهم وثقافتهم».

يأتى ذلك فى الوقت الذى أعلنت فيه الحكومة الهندية عدد من المقترحات، بشأن تحويل جزر «لاكشادويب»، والتى دوما ما يتم وصفها بأنها «جزر الجنة» أو «الجزر الزمردية»، حيث تكسوها المناطق الخضراء بنسبة 97%، إلى وجهة سياحية دولية مثل جزر المالديف، من خلال إنشاء طرق جديدة فى العاصمة كافاراتي، الأمر الذى أثار غضب الأهالى الذين اعتبروا أنها محاولة لفرض المزيد من القوانين بغرض الاستيلاء على الأراضى بطريقة استبدادية تحت ستار التنمية.

ووفقا لتقرير نشره موقع «بى بى سي»، شهدت هذه الجزر الأسبوع الماضى احتجاجات غير مسبوقة، حيث قام الأهالى الذين يعيشون فى 10 من جزرها الـ 36، برفع الأعلام السوداء حاملين لافتات تطالب بـ «العدالة» من فوق أسطح منازلهم ومرتدين الملابس السوداء، بالإضافة إلى قيامهم بالإضراب عن الطعام لمدة يوم كامل. وذلك لأنه من بين الاقتراحات المثيرة للجدل، طرح الحكومة الهندية مسودة قانون، يسمح لها بالاستيلاء على أى أرض لمصلحة مشاريع البنية التحتية، مما سيؤدى إلى إخلاء أماكن سكنهم وتهجيرهم من أراضى أجدادهم. ويرى سكان الأرخبيل، البالغ عددهم 70 ألف نسمة، الإجراءات التى اتخذها المسئولون بأنها محاولة من قبل الحكومة لفرض أيديولوجياتها، خاصة بعدما تم حظر لحوم البقر، والتى يعتمد عليها فى طعامهم أكثر من 65 % من سكان الجزر فى منطقة يسيطر عليها المسلمون. وعلاوة على ذلك تم رفع الحظر شبه الكامل على بيع واستهلاك الكحوليات، والذى كان قد تم تطبيقه منذ قرابة خمسين عاما، لتتزايد المخاوف من سهولة توافرها، مما سوف يؤثر على النسيج الاجتماعى للمجتمع. فى حين تعرض ما يقرب من 4000 شخص للبطالة، بعد أن أغلق المسئولون عن الجزر مزارع تربية الحيوانات، دون دفع أى تعويض. وتعتبر لاكشادويب واحدة من الأقاليم الاتحادية التسعة فى الهند التى تقع تحت الحكم المباشر للحكومة الفيدرالية فى نيودلهى، وتعد من أكثر المناطق الهندية ازدهارا، حيث يبلغ دخل الفرد الأعلى من المتوسط الهندي، وترتفع معدلات القراءة والكتابة إلى 92٪، ولا يوجد أى جرائم تتم على أراضيها. لذلك يرى سكانها أن التطوير المقترح بشأنها ماهو إلا بداية نهاية لاكشادويب التى يعرفونها. المثير فى الأمر أنه على الرغم من عدم تمرير مشروع القانون بعد، إلا أن حملة القمع ضد منتقدى الحكومة قد بدأت الأسبوع الماضي، خاصة بعد أن اتهمت الشرطة عائشة سلطانة (27 عاما )، عارضة الأزياء والممثلة الشهيرة، بالتحريض على الفتنة بعد أن وصفت المسئولون عن الجزر بأنهم «سلاح بيولوجي».

على الجانب الآخر، قال مسئول الحكومة الهندية عن جزر لاكشادويب برافول باتيل، إن لديه خططا كبيرة لتحويل هذه الجزر الهادئة إلى ما يشبه الجنة السياحية فى جزر المالديف، وإن هذه التغييرات ستعمل على تحسين ورفاهية حياة السكان. فى الوقت نفسه لاقى المتظاهرين دعم أبرز السياسيين فى الهند، فقد أعلن رئيس حزب المؤتمر المعارض راهول غاندى، عبر حسابه الرسمى على «تويتر»، دعمه لسكان الجزر. وطالب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، بإيقاف هذه القرارات التى وصفها بأنها اعتداء متعمد على النسيج الثقافى والدينى للمجتمع المحلى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق