رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

جامعة القاهرة ..سباق الزمن وتحدى الذات

لا يختلف اثنان على ريادة الجامعة (الأم) التى بذل فيها الآباء المؤسسون جهوداً تاريخية لا تنسى، وحيث قدموا خلاصة فكرهم واجتهاداتهم فى كل مرحلة، بما يتسق مع الطبيعة النوعية لإيقاع تلك الفترة ويلبى متطلبات كل حقبة، وأحسب أن أفضل مرجعية لهذا المقال ما كتبه الأستاذ الدكتور جابر عصفور منذ أسبوعين تحت عنوان: رئيس جامعة القاهرة حيث توقف طويلاً - وبعمق - عند دور الآباء المؤسسين منذ لطفى السيد وطه حسين، ثم كانت وقفته المنهجية الأدق عند واقع الجامعة ومستقبلها تحت قيادة أ.د. محمد الخشت. ومن حسن الطالع أن تزامن مقال الناقد الكبير وزير الثقافة الأسبق مع صدور كتاب أهداه عمداء كليات جامعة القاهرة ونوابها إلى رئيس الجامعة فى سابقة تظل الأولى من نوعها. ويتفق الجميع على ضرورة استكمال مشروعات التطوير والتحديث التى شهدتها كل الكليات فى سباق مع الزمن، ومحاولة لاجتياز كل التحديات ومواجهة الصعوبات فى سبيل تحقيق مبدأ الإدارة بالأهداف والإنجاز والأفعال فحسب.

من هنا كان منطلق الأداء فى إدارة الجامعة، وهى تقفز كل يوم قفزة نوعية فى سبيل تحقيق إنجاز جديد، إما بالابتكار والإبداع، وإما بالتحديث والتطوير، وكلاهما محمودة نتائجه، ومحمودة – أيضا – دوافعه، وموفقة خطواته على السواء.

من هنا يصعب حصر المنجز الحضارى للجامعة (الأم) فى مقال (ما) أياً كانت مفرداته وتراكيبه، ويكفى مجرد إشارات تحت كل منها تأتى تفاصيل يصعب تناولها عرضا بين سطور مقال، وعلى سبيل المثال - وليس الحصر بالطبع:

كلية النانو تكنولوجى - مستشفى معهد الأورام الجديد 500500- مستشفيات الطوارئ - مركز الدعم النفسى وبناء الذات- منظومة الباحثين لمواجهة وباء كورونا- موقع الجامعة المتصاعد فى كل تصنيف دولي- امتداد الجامعة وفروعها فى مدينة الشيخ زايد والفرع الدولى فى مدينة أكتوبر- برامج الفرع الدولى للجامعة- برامج التعليم الإلكترونى والبنية التحتية بالجامعة وكلياتها ومعاهدها متطلب الجامعة فى مقررى التفكير النقدي، وريادة الأعمال- تأسيس مفوضية الجامعة للنهوض باللغة العربية- المسابقات البحثية والإبداعية لطلاب الجامعة وخريجيها – سبل مواجهة الشائعات وإعلاء قيم الأمان الوطنى والاستقرار والمواطنة - تنمية مهارات قادة المستقبل- تعزيز ثقافة العمل الحر والمشروعات الريادية وحاضنات الأعمال - تعظيم منازل التفكير الناقد ومداخل حل المشكلات - تغيير الصور الذهنية فى مسارات الحفظ والاستظهار والتذكُّر إلى النقد والمراجعة والمساءلة والحوار وإبداء الرأي- التوسع فى مشروع تطوير العقل المصرى وبناء الإنسان العصرى تحت مظلة التجديد ودعم مجالات الابتكار والتجديد فى البحوث العلمية-دعم التنافسية والجودة التى حققتها كثير من الكليات والتخصصات والأقسام العلمية- حرص الجامعة على إثراء عقل الطالب وتغذية وجدانه فنياً وثقافياً من خلال برامج معسكر قادة المستقبل، وصالون أحمد لطفى السيد، وندوات القاعة الكبرى - التثقيف الوطنى والقومى الشامل، وبناء الوعى الفاعل فى مواجهة الانغلاق والتعصب والتشدد والجمود - محاولات متعددة تجاه تجديد الخطاب الشبابى والتربوى والإعلامى والدينى والفكرى والوجدانى من خلال مصادر متنوعة تحتوى كل الأجيال والأعمار والمشارب والاتجاهات والمدارس.

نحن - إذن - أمام جامعة تجدد شبابها، وتقدر قيم الوفاء والاعتراف بدور الآباء المؤسسين، وتبنى خلاصة ما انتهى إليه عطاؤهم قيماً متجددة رصدتها وثيقة الجامعة للثقافة والتنوير نظرياً، ثم سارت فى خطوات تحقيقها و تطبيقها عَمَلياً حتى تحقَّق لها الاتساق بين القول والعمل فى سباق دائب مع عجلة الزمن، وفى تحد واضح للذات، لا تنظر الجامعة من خلاله لا إلى الخلف ولا إلى ما حولها من جامعات تجتهد كل منها بطريقتها يظل الهدف واضحا فى تحول جامعة القاهرة إلى مصاف جامعات الجيل الثالث، بما تتضمنه من المشاركة فى المشروعات الوطنية الكبرى بدءاً من تعريف الطلاب بها من مصادر وطنية آمنة وموثقة، إلى توجيه دفة البحث العلمى تطويراً و تحديثاً إلى حيث يكون تقدم الدولة الوطنية الحديثة بكل اقتدار وتمكن.

وإذا كان لكل مرحلة عطاؤها ومتطلباتها ورجالها، فقد نجحت الجامعة الأم - بكل المقاييس- فى الخروج عن حدود المنافسة مع بقية الجامعات، وهو ما حدث - بالفعل- حين حكم لها بذلك منذ عاَميْن فى سباق الجامعات، لتظل قادرة على تحدى نفسها مع برامج الانفتاح على جامعات العالم المتقدم بكل الصور المنهجية والبحثية حتى فى أصعب الظروف والتحديات التى خرجت منتصرة عليها فى نهاية المطاف حيث تحولت عبر التقنيات الرقمية والبنية الأساسية لتلبية حاجات العملية التعليمية من التدريس والامتحانات والعملية البحثية: ومثل ذلك كثير من المراكز والوحدات البحثية والخدمية والبرمجيات، ومراكز القياس والتقويم ورعاية الموهوبين وذوى الاحتياجات الخاصة..

تحتاج جامعة القاهرة - بالتأكيد- استكمال كل المشروعات التى انطلقت فى هذا السباق حتى تحقق الحلم الذى عاشه الجميع منذ الآباء المؤسسين، إلى الأبناء المجددين، وصولاً إلى الأحفاد الحالمين دوماً بالصورة المثلى للجامعة الأم، وهى تترسم خطى جامعات الجيل الثالث بمفهوم وطنى صاف مع تقارب صور الأداء من جامعات الجيل الرابع وتداعيات الثورة الصناعية الرابعة، وهو ما تستحقه الجامعة الرائدة.


لمزيد من مقالات د. عبد الله التطاوى

رابط دائم: