رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

محمود الهباش مستشار الرئيس الفلسطينى لـ « الأهرام »: مصر «الكبيرة».. تمارس دورها التاريخى تجاه الفلسطينيين

حوار نادر أبو الفتوح
محمود الهباش

إعمار غزة بالتعاون مع القاهرة فقط…و لدينا أمل بنتائج مغايرة للمصالحة

 

 

أكد الدكتور محمود الهباش قاضى قضاة فلسطين، مستشار الرئيس الفلسطينى محمود عباس (أبو مازن)، أن الجميع فى الداخل الفلسطينى ، يقدر جهود مصر فى وقف العدوان على الشعب الفلسطيني، والعمل على تحقيق المصالحة وإنهاء الانقسام، وأن الاجتماع المرتقب فى القاهرة للفصائل الفلسطينية ، يعبر عن مكانة مصر ودورها التاريخى والطبيعى تجاه الشعب الفلسطينى .

وأشار الهباش فى حوار مع «الأهرام» خلال زيارته مؤخرا للقاهرة، إلى أن القضية الفلسطينية الآن وبعد الاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة أصبحت فى محطة جديدة من محطات النضال والعمل الفلسطيني، وهذا يتطلب إنهاء الانقسام الداخلي، وتطبيق ما سيتم الاتفاق عليه خلال حوار القاهرة، مؤكدا أن ٩٠٪ من أوراق حل القضية الفلسطينية فى يد الولايات المتحدة الأمريكية، وأنه إذا أرادت حل القضية وإقامة دولة فلسطينية ، فإن إسرائيل لن تجرؤ على رفض ذلك .

وأوضح الهباش أنه لا يجب أن يكون هناك خلاف فى الداخل الفلسطينى حول إعادة الإعمار، وأنه تم إبلاغ الجميع بأن إعادة الإعمار ، يتم بالتعاون مع مصر … وإلى نص الحوار .

 

لنتحدث أولا عن زيارتك القاهرة، وما الذى تحقق فيها ؟

الزيارة تأتى فى الإطار الطبيعي، لأن القاهرة محطة مهمة فى العمل الفلسطينى ، والعمل العربى بشكل عام، وخلال الزيارة كانت هناك لقاءات مع الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر، والدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف، والدكتور شوقى علام مفتى الديار المصرية، وعدد من القيادات الدينية فى مصر. والقضية الأساسية التى تم تناولها خلال هذه اللقاءات ، هى قضية القدس كمسئولية دينية وسياسية، والقيادات الدينية فى مصر وعلى رأسها الأزهر، لهم باع طويل فى دعم القضية الفلسطينية، ومن المهم أن نتشاور ونطلعهم على آخر المستجدات فى الوضع الفلسطيني، لأنه من الضرورى استمرار حشد الدعم المعنوى والسياسى الذى تقدمه القيادات الدينية فى الأزهر الشريف والعالم الاسلامى .

كيف تنظر إلى زيارة اللواء عباس كامل إلى الأراضى الفلسطينية ودورها فى التهدئة والمصالحة ؟

نقدر الدور المصرى والحرص على المصالحة ووقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة والقدس والشعب الفلسطيني، وهذا دور طبيعى وتاريخى تقوم به مصر، ومصر لم تكن غائبة فى يوم من الأيام عن دعم القضية الفلسطينية، حتى فى أحلك الظروف التى مرت بها مصر لم تتغافل عن واجبها تجاه القضية الفلسطينية، ومن الطبيعى أن تمارس هذا الدور باعتبار أنها الدولة العربية الكبرى .

هل الأحداث الأخيرة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية على المستوى العربى والدولي؟

جوهر القضية الفلسطينية ، ليس فى تصعيد عسكرى أو اشتباكات هنا أو قضية إنسانية هناك، القضية الفلسطينية جوهرها سياسي، وما لم يبادر العالم إلى حل المشكلة حلا سياسيا قائما على إنهاء الاحتلال ، وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، ستظل المشكلة قائمة. والاعتداءات الإسرائيلية الأخيرة ربما تكون أيقظت الوعى العربى والإسلامي، وأنه لابد من الاستماع، ومعرفة ما يريده الفلسطينيون، فنحن نريد إنهاء الاحتلال وإقامة دولتنا، وإذا كان العالم حريصا على تحقيق التسوية السياسية وتحقيق السلام والاستقرار وأمن الجميع، عليه أن يساعد فى حل عادل وشامل للقضية الفلسطينية على قاعدة إقامة الدولة الفلسطينية .

وكيف يمكن استثمار ذلك فى إقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشرقية ؟

نأمل ذلك، لأن عمر القضية الفلسطينية أكثر من٧٠ سنة، والمجتمع الدولى كان حاضرا، لكنه غيب دوره ومع الأسف مارس ما يمكن أن نسميه النفاق السياسى لصالح إسرائيل، وإذا كان المجتمع الدولى انتبه أخيرا أنه قد أخط ويجب تعديل المسار، فهذا شىء جيد، لكن العبرة ليست بالتصريحات أو النوايا، لكن العبرة بالمواقف وما يترجم على الأرض، نريد ترجمة حقيقية لهذا من خلال إنهاء الاحتلال .

هل نستطيع القول استنادا إلى الأحداث الأخيرة إن القضية الفلسطينية تعيش مرحلة جديدة ؟

القضية الفلسطينية مرت بمراحل كثيرة، نستطيع أن نقول إننا فى مرحلة جديدة عندما يبدأ إنهاء الاحتلال، لكن ما دمنا نعانى من الاحتلال لا أستطيع أن نقول إننا انتقلنا لمرحلة جديدة، التوصيف الدقيق أن هذه محطة من محطات النضال والعمل الفلسطيني، وسنواصل العمل بكل ما نستطيع من أجل تحقيق آمال شعبنا .


ما المطلوب لتحقيق مصالحة حقيقية فى الداخل الفلسطيني؟

من المهم أن تتواصل الجهود لإنهاء الانقسام، لكن دعنا نقول بصراحة كانت هناك تجارب مؤلمة فى الماضي، توصلنا لاتفاقات ولم تطبق، هذه المرة الأمل كبير أن تكون هناك جدية أكثر لترجمة ما نتفق عليه لإجراءات عملية، العنوان واضح نريد إنهاء الانقسام ، واستعادة الوحدة الفلسطينية، وإزالة كل أسباب الفرقة فى المجتمع الفلسطيني، والجميع يفهم هذا، لكن العبرة بما يترجم على الأرض .

واستطرد الهباش قائلاً: أنا لا أريد استباق الأحداث، التفاؤل والتشاؤم ليس لغة صالحة فى عالم السياسية، لكن نقيم بحسابات الأفعال والمواقف، لدينا أمل أن تكون هناك نتائج مغايرة للمصالحة فى الأمل القريب، فمصر جهودها عريقة فى ذلك، ومنذ عام ٢٠٠٧ تولت القاهرة ملف المصالحة بين الفلسطينيين، وبذلت جهودا كبيرة وحققت اتفاقات ، لكن كان هناك من يعطل من الداخل الفلسطيني، وكانت هناك بعض التدخلات الإقليمية أثرت على مواقف البعض، اتفقنا في٢٠١١، و٢٠١٤، و٢٠١٧، وفى فبراير الماضي، والآن نعود لنفس الموضوع، ليست القضية بكثرة الاتفاقات دون أن نطبق نتائجها، أو نرى بصيصا من نور فى نهاية النفق، ولا أريد الآن أن أستبق الأحداث أو أحمل أحدا مسئولية ذلك .

برأيك ما هى التحديات التى تواجه إعادة الإعمار؟

يفترض ألا يكون هناك خلاف، وقد أبلغنا الجميع أن الإعمار يتم فقط بالتعاون مع مصر ، لأن الإعمار موضوع تواصل واتفاقات دولية.

وهل مع تغيير الحكومة الإسرائيلية يمكن التعويل على إدارة الرئيس الأمريكي؟

المجتمع الإسرائيلى ليس حالة واحدة، هناك تباينات كبيرة داخل المجتمع الإسرائيلي، ونذكر الاختلافات بين اليمين واليسار ، أدت فى النهاية لاتفاق أوسلو، وتغيير الحكومة فى إسرائيل قد يكون بداية لعهد جديد أقل سوءا، لا أريد أن أقول أفضل لأنه طالما الاحتلال موجود الكل سواء، وهذه مسائل إسرائيلية داخلية، لكن فى النهاية أقول إن ٩٠٪ من أوراق حل القضية الفلسطينية فى يد الولايات المتحدة الأمريكية .

هذا الكلام قاله الرئيس أنور السادات منذ عقود، إذن هل تتفق معه ؟

نعم بنسبة 100 % ، إذا أرادت الولايات المتحدة الأمريكية حلا للقضية الفلسطينية فإن إسرائيل لن تجرؤ أن تعارض ذلك .

هل انضمام القائمة العربية الموحدة إلى الحكومة الإسرائيلية الجديدة، مفيد أم ضار بالقضية والمفاوضات الفلسطينية ـ الإسرائيلية؟

هذه قضية إسرائيلية داخلية لسنا طرفا فيها، وإخواننا الفلسطينيون فى الداخل هم أدرى بشئونهم وبما يصلحهم ونحترم مواقفهم .

كيف ترى دور المنظمات الإسلامية الدولية فى مواجهة تهويد القدس وبيان مخاطر الصراع الديني؟

من المهم أن تطلع كل جهة فى العالم الإسلامى بدورها فى القضية الفلسطينية، الحكومات لها دورها، لكن دور المنظمات الإسلامية يتمثل فى زيادة الوعى تجاه القضية الفلسطينية، ووضع أسس لفهمها فهمها صحيحا، وهنا أشيد بما يقوم به الأزهر الشريف فى هذا المجال من خلال التوعية بمفاصل القضية الفلسطينية، وشرح حقائق التاريخ المتعلقة بفلسطين وحقائق الصراع بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلي، والمؤكد أن ما يقوم به الأزهر فى هذا المجال يعد نموذجا رائعا فى زيادة الوعى بالقضية الفلسطينية، وأتمنى أن يحذو الجميع فى العالم الإسلامى حذو الأزهر، وأن يكون ذلك بمختلف اللغات الأجنبية، حتى نبين للعالم طبيعة الصراع القائم بيننا وبين الاحتلال الإسرائيلى .

أنت قاضى قضاة فلسطين، ما دور المحكمة الدستورية ومهامها وإعادة تشكيلها وتعديل قانونها ؟

المحكمة الدستورية فى فلسطين هى المحكمة المؤتمنة على الدستور والقوانين الفلسطينية، وجودها مثل نقلة جوهرية وإيجابية فى بناء منظومة القضاء والعدالة، كان عندنا نظام قضائى جيد، لكن كان ينقصه تشكيل المحكمة الدستورية، وهى حاليا تقوم بعملها وتتمم أركان المنظومة القضائية .

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق