من بديهيات العقل والتاريخ والجغرافيا أن الأمن القومي المصري والسوداني مرتبطان معا ارتباط الجسد بالروح، وليست تلك الحقيقة ابنة اليوم أو العصر الحديث فقط، وإنما هي ممتدة ومتجذرة في أعماق التاريخ السحيق. وبطبيعة الحال فإن أساس هذه البديهية الجغرافية / التاريخية / الحياتية) هو نهر النيل. ويترتب علي ذلك منطقيا أن التنسيق المشترك بين البلدين الشقيقين، مصر والسودان، بخصوص النيل، يصبح حتمية مصيرية، بالضبط كحتمية التنسيق بين الروح والجسد إذا ما رغب الإنسان في البقاء.
وهذا بالضبط ما عبر عنه البيان المشترك، الصادر أمس الأول عن اجتماع وزيري الخارجية والري المصريين مع شقيقيهما وزيري الخارجية والري السودانيين. ولم يقتصر البيان فقط علي الدعوة إلي التنسيق الثنائي فيما يتعلق بقضية سد النهضة، بل دعا إلي أن يمتد التنسيق ليشمل الأصعدة الإقليمية والقارية والدولية لإقناع الطرف الإثيوبي. بالتفاوض بجدية سعيا للتوصل إلي اتفاق شامل وعادل وملزم يحقق مصالح الأطراف الثلاثة دون افتئات أو فرض للأمر الواقع.
لمزيد من مقالات رأى الأهرام رابط دائم: