أرجو أن تدرك حكومات الدول الكبرى خاصة تلك التى تضطلع فى الوقت الراهن بمقاليد أمور إنتاج وتوزيع اللقاحات والأمصال المضادة لفيروس كورونا أن الحكمة والموضوعية والمنطق تقتضى جميعها أن يكون (التعافى العالمى) أو (المناعة المجتمعية)، المقصد والغاية والهدف المرجو تحقيقه وليس التعافى المحلى أو الإقليمى أو الخاص فقط، ومن هذا المنطلق فإن تعزيز التضامن والتكاتف بين الدول وتضافر الجهود من أجل السيطرة على جائحة كورونا، خاصة فيما يتعلق بجزئية توزيع اللقاحات والتطعيمات بشكل منصف وعادل بين دول العالم قاطبة يعد أمرا وجوبيا وضرورة حتمية وضريبة واجبة الأداء وذلك لسببين أساسيين أولهما أنه بانتفاء (التعافى العالمى) أو (المناعة المجتمعية) فإن الوباء سيظل مطلا على العالم، وستبقى نوافذ خطر الإصابة به مفتوحة، كما أن احتمالات إصابة مواطنيها بفيروسات عابرة للقارات يحملها وافدون من دول أخرى لم تحصل على نصيبها العادل من اللقاحات ستظل قائمة ومحتملة وبصورة تبعث على القلق، وثانيهما أن نشر مظلة الوقاية والتعافى هنا وهناك أمر من شأنه عودة اقتصادات جميع دول العالم إلى سيرتها الأولى، وعلى نحو يسمح بتعظيم رقعة الاستثمارات والتبادل التجارى ومشروعات التنمية المستدامة، مما يحقق ما ترنو إليه كل الحكومات والشعوب من آمال وتطلعات ظلت حبيسة بين الحنايا والضلوع فى زمن الوباء اللعين.
هانئ فتحى السيد
رابط دائم: