رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مائة عام على ميلاده..حكايات عن رمسيس نجيب منقذ «البسبوسة»

كتب ــ وسام أبوالعطا
رمسيس نجيب وزوجته لبنى عبدالعزيز بطلة "الوسادة الخالية"

فى عام ١٩٦٣ وأثناء الإعداد لتصوير فيلم "زقاق المدق" ، وجد المخرج حسن الإمام أن مدة الفيلم أطول عن المصرح به وقتها، فكان القرار هو إلغاء أغنية من اثنتين "أحبك يا جوني"، من ألحان محمد الموجى، و "بسبوسة"، من ألحان محمد عبد الوهاب. فاقترحت شادية، بطلة الفيلم، أن يتم إلغاء أغنية "بسبوسة"، مما أثار غضب عبد الوهاب بشدة، و قرر معاقبة شادية بعدم التلحين لها، رافضا كل الوسائط التى قام بها منتج الفيلم رمسيس نجيب مع أهل الفن لسنوات لتصفية الأجواء بينهما.

وبعد سنوات طويلة من القطيعة، وبعد وفاة رمسيس نجيب ، كان نجله مراد رمسيس نجيب يستعد لإنتاج فيلم "وادى الذكريات"، من بطولة الفنانة شادية، التى طلبت منه أن يضغط على عبد الوهاب لتغنى أغنية "بسبوسة". فتذكر مراد رمسيس نجيب نصيحة والده بأن التقدير المادى من أهم أهداف عبد الوهاب، تقديرا لتاريخه الفنى. فتفاوض معه على مبلغ كبير من المال. فوافق على الإفراج عن الأغنية، لتنجح نصيحة رمسيس فى إنقاذ " بسبوسة" من الضياع .

ولد رمسيس نجيب فى مثل يوم غد، فى ٨ يونيو ١٩٢١، وبدأ شغفه بفنون السينما فى مطلع شبابه، حيث عمل مع أم السينما السيدة عزيزة أمير. وظهر فى ثلاثة أفلام مع السيدة آسيا داغر ومحمود ذو الفقار، كان أهمها فيلم " ابن البلد" عام ١٩٤٢، وهو الفيلم الذى اضطلع فيه بدور " الريجيسير". لاحقا، فضل رمسيس نجيب العمل خلف الكاميرا، كمساعد مخرج ثم مساعد منتج فى أربعة أفلام بداية من عام ١٩٤٣، ومنها "وادى النجوم"، و"ابنتي"، و"طاقية الإخفاء"، و"الفلوس". ثم بات مديراً للإنتاج بداية من عام ١٩٤٥، ليقدم للسينما المصرية ٦٨ فيلما من إنتاجه تنوعت ما بين الكوميديا، والرومانسية، والتاريخية .

ويعد رمسيس نجيب بالفعل هو صانع نجوم السينما المصرية خلال فترة الستينيات، والسبعينيات بدون منازع حيث كانت لديه القدرة على التقاط الموهبة الحقيقية من النظرة الأولى, مثلما حدث مع الفنانة لبنى عبدالعزيز والتى قدمها فى فيلم “الوسادة الخالية”، والفنانة نادية لطفى، والتى أعطاها البطولة أمام فريد شوقى فى فيلم “سلطان”.

وكان أكثر ما يميزه هو قدرته الفذة على أن يقدم فيلما جيدا بموازنة مناسبة يستعيدها من خلال شباك التذاكر فحسب، بل جعلته يميّز بين الوجوه الموهوبة وتلك الراغبة فى احتراف الفن من أجل الشهرة. كان رمسيس نجيب لا ينتظر أن تظهر له الموهبة الجديدة و لكنه كان يسعى وراءها.

وقد صرح الفنان الكبير محيى إسماعيل فى لقاء تليفزيونى بأنه فى مقتبل حياته الفنية فوجىء فى صباح أحد الأيام بالمنتج رمسيس نجيب يصطحبه فى سيارته، وقد احضر له ملابس ضابط إسرائيلى وحينما سأله محيى إسماعيل: “ إحنا رايحين فين؟” أخبره بأنه سيقوم حاليا بتصوير دور ضابط إسرائيلى يقوم بقتل الأسرى المصريين ، ضمن أحداث فيلم”الرصاصة لا تزال فى جيبى “. وكان الفيلم من إنتاج محسن علم الدين ، بينما شارك رمسيس نجيب فى كتابة السيناريو. ورغم اعتراض محيى إسماعيل، وخوفه من هذه الشخصية، إلا أن رمسيس نجيب أصر على موقفه، وكان الدور من أهم الأدوار التى صنعت نجومية محيى إسماعيل، حيث كان يعرض فى التوقيت نفسه مع فيلم “ الإخوة الأعداء” .

وعن اكتشافه لها، حكت الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز فى أحد حواراتها الفنية موضحة أنها فى بداية تعرفها على رمسيس نجيب كانت تهابه، وكان الجميع يخشاه ، لأنه كان يدقق فى كل تفصيلة من تفاصيل التصوير، ولكنها بمرور الوقت أحبته من شدة اهتمامه بها ورعايته لها حتى تزوجا رغم فارق السن بينهما، والذى تجاوز العشرين عاما . و قد رحل رمسيس نجيب عن دنيانا فى الرابع من فبراير ١٩٧٧.

 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق