رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

الشاعر محمد أبو زيد: فوزى بالتشجيعية انتصار لقصيدة النثر

حوار ــ د. عماد عبدالراضى
الشاعر محمد أبو زيد

جاء فوز الشاعر والروائى «محمد أبو زيد» بجائزة الدولة التشجيعية فى الآداب فرع «ديوان الشعر الفصيح»عن ديوانه «جحيم» ليمثل مفاجأة للمثقفين، فهو أول ديوان من قصيدة النثر يفوز بإحدى جوائز الدولة، إلى جانب تقرير «الحيثيات» الذى أشادت فيه لجنة الفحص بلغة الديوان، ورؤية الشاعر الإنسانية الرحبة، ونظرته الخاصة إلى العالم، وقاموسه الشعرى المتميز وتقنياته الحديثة فى الكتابة.. فماذا يقول عن هذا الفوز، وتلك المفاجأة؟!

 

حدثنا عن ديوانك «جحيم» الفائز بالجائزة.

«جحيم» هو ديوانى التاسع، صدر عام 2019، وجاء الديوان كإغلاق قوس لقوس آخر فُتح عام 2011 فى ديوانى «مدهامتان»، و«مدهامتان»، كما هو معروف، آية قرآنية من سورة «الرحمن» وصفت بها الجنة، وجاء «جحيم»، بالمعنى المقابل، وما بين الجنة والجحيم، تأتى التجربة التى تقدم الحياة بتقلباتها الأخيرة. بدأ «مدهامتان» باستعادة الماضى الشخصى، والتاريخ والتراث، وانتهى «جحيم» مهمومًا بفكرة الزمن، لذا تتحدث الكثير من قصائده عن المستقبل، وتتساءل حول كنهه وكيفيته، ولا أعرف إذا كان الديوان الأول هو السؤال، والديوان الأخير هو الإجابة، لكنى أعتقد أن كلا منهما قوس، أو نصف دائرة، تكمل الآخر.

هل كنت تتوقع هذا الفوز؟

لم أتوقع بالطبع، فلم يسبق أن فازت قصيدة النثر بإحدى جوائز الدولة، وموقف لجنة الشعر من «قصيدة النثر» معروف، لكننى قررت أخذ المبادرة، وأن أقوم بدورى، وأتقدم للمسابقة.

لكن «جحيم» أول ديوان قصيدة نثر يفوز بالجائزة.. فما انطباعك عن ذلك؟

أعتقد أنه آن الأوان أن نتجاوز هذه الإشكالية التى تجاوزها العالم كله، فقصيدة النثر موجودة وأثبتت حضورها فى العالم كله، وتكتب فى مصر منذ عقود، ولها شعراؤها الكبار، ولها أيضًا جمالياتها، ولا يمكن تجاهلها أو تهميشها، وفى النهاية لا يصح إلا الصحيح. وأحد أسباب سعادتى بالجائزة عندما عرفت أن أعضاء اللجنة إما يكتبون القصيدة العمودية أو التفعيلية، وبرغم ذلك اختاروا قصيدة النثر، وهذا يعنى أنهم اختاروا الشعر، وأحيى هنا نزاهتهم وانحيازهم للشعر قبل كل شيء،وأعتقد أن قصيدة النثر انتصرت على التهميش والمحاربة التى استمرت طويلًا، وأثبتت حقها الذى سلب منها طويلًا.

قالت لجنة التحكيم إن ديوانك تميز بالتداخل مع الفنون الأخرى، فهل أفدت فيه من خبرتك فى الكتابة بهذه الفنون؟

أصبح من الصعب فصل الفنون عن بعضها، أو حتى تحديدها، فقصيدة النثر تستفيد كثيرًا من تقنيات السرد، لكنى فى هذا الديوان بشكل خاص استفدت من فن السينما، ومن جميع الفنون المتعلقة به من مونتاج، وسيناريو وكتابة، ولا أرى مشكلة فى ذلك، فكما نرى أفلامًا شعرية، يمكن أن نرى قصائد مبنية على تقنيات السرد السينمائى أو المسرحى، وهذا يفيد الفنون جميعها ويطورها.

أشادت اللجنة أيضًا باستخدامك «المفارقة» بلا افتعال.. فكيف توظفها فى كتاباتك؟

أعتقد أنه لا يوجد شعر بلا إدهاش، فهذه الدهشة هى روح القصيدة، شريطة ألا تكون مفتعلة، ولا أعرف كيف أوظف المفارقة، فجمال الشعر أنه يفاجئني!

إلى أى مدى ترتبط كتاباتك شعرًا ورواية بالواقع والحياة اليومية؟

قصائدى ونصوصى السردية، كلها قادمة من الواقع والحياة اليومية، حتى لو بدت أنها محلقة ومفارقة للواقع، فهذا همى اليومى، وما يشغلنى هو أن القصيدة التى أكتبها ستتماس مع هم شخص آخر، سواء كان يعيش فى مصر أو دولة أخرى، فالهم الإنسانى واحد فى النهاية.

ولكن كيف وازنت فى ديوانك بين مفردات المعاجم القديمة وألفاظ الحياة اليومية؟

لغتى مزيج من الاثنين، فقد درست التراث صغيرًا، واهتمامى كبير بتطوير لغة الشارع، وقد تجد كلمة قديمة وبجوارها كلمة تظنها عامية، لكنها فصحى فى حقيقتها، الفكرة ليست فى استخدام الكلمات، بل فى توظيفها، وفى أنك عندما تقرأها ستحبها فى مكانها وستفهمها، والأهم أن تكون مدهشة، وهذا ما أتمنى أن يكون قد وصل للقارئ.

أخيرًا: كيف أثرت نشأتك بصعيد مصر فى لغتك الإبداعية؟

معظم ثقافتى تكونت فى الصعيد، كونى نشأت وتربيت هناك، وفى اللهجة الصعيدية ما يمكن أن نعتبره كنزًا لغويًا، استفاد منه بعض شعراء العامية مثل عبدالرحمن الأبنودى، وحتى شعراء السيرة الشعبيين، وأتمنى أن أقدمه شعرًا ونثرًا فى نصوصى.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق