رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث مع السيناريست عبدالرحيم كمال
«القاهرة ـ كابول» نقاش عريض وكتبت ابتسامـة «نجيب زركش» بالدمـــوع

أنور عبد اللطيف;

تصدق بالله يا سيادة المؤلف.. أنا زعلت من نفسى لأنى أزعجتك بأسئلتى وأخدنا الكلام من «سين» إلى «جيم» حتى الثالثة صباحا.. لكن مادفعنى لذلك الإعجاب بـ نجيب زاهى زركش والحوار الذى كتبته ببراعة بين الثرى العجوز وخادمه طريف، فالمسلسل هو أول عمل درامى نتابعه أنا وأسرتى من 20 سنة..ولما فاتت منا حلقة احترنا..ولكن منصة «واتش آت» حلت لنا الأمر حيث كنا نشاهد المسلسل بدون فواصل إعلانية وتجلت متعة العمل والتركيز فى تفاصيل الحلقات .

ولكن الحلقة التى تضمنت خدعة «موت» نجيب زركش كانت واحدة من اهم وافضل حلقات المسلسل استمتعنا فيها بالكتابة الراقية والاداء التمثيلى لنجوم العمل بداية من النجم المخضرم يحيى الفخرانى وأنوشكا والفنان محمد محمود من نجوم العمل.. وكانت الحلقة 27 من أكثر حلقات المسلسل تأثيرا عندما سمعنا صوت ضحكة نجيب زركش المميزة.. واتضح أن الأب رمز العطاء بلا حدود يختبر إخلاص المتربصين لموته، فقلت الحمد لله نورت الدنيا رفقا بأعصابنا، وأن كاتب القصة ومخرج العمل قد اتفقا على مقاومة الكآبة بسلاح البهجة، فقررت أن يكون حديثى معك نوعا من العرفان بالجميل، لأنك شريك فى عمل اجتماعى عميق ومبهج ورفيق بأعصاب الناس!

فكانت هذه المكالمة الطويلة مع عبدالرحيم كمال الأديب والسيناريست، وحرصت أن أشرك القراء معنا فى الكلام المباح عما جرى فيها:


هل أزعجكم التشابه بين نجيب زاهى زركش وبين قصة «جوازة طليانى» التى مثلها يحيى الفخرانى صوت السعادة والرائعة دلال عبدالعزيز متعها الله بالصحة؟

انتهى هذا الصداع بالإشارة إلى العمل المستوحى منه فى تتر المسلسل.. وهو خطأ غير مقصود، فقلنا إن العمل مستوحى من المسرحية العالمية «جوازة طلياني»

أحيانا يكون فى الإشارة تحميل العمل المستوحى منه ما لا يحتمل من إضافات المؤلف الجديد وكاتب السيناريو والمخرج وأبطال العمل وإضافاتهم على عاطفة الأمومة.. فهل ترمز بدور نجيب زاهى زركش للوطن الذى يجب أن يفرد حنانه على الجميع دون تفريق؟

أحيانا الإشارة تكون ظالمة للعملين..فهناك فروق جذرية بينهما من الأمومة إلى الأبوة..كما أن فلسفة العمل مختلفة!

ـ عاطفة الأمومة تجل إلهى عظيم.. والأم متعددة جدا فى طرحها ومازال امامى الكثير من الأمهات اتمنى الكتابة عنهن، لكن كان الأمر الأصعب فى نجيب زاهى زركش هو معالجة عاطفة الأبوة.. ومناقشة فكرة الأب على نطاق واسع لا اظن فيما تابعت انه تمت مناقشتها بهذا الشكل..

العمل يبدأ من وفاة الأم شفيقة بعد 30 سنة من الإقامة مع من تحب حين اعترفت لحبيبها نجيب زركش الثرى العاشق اللاهى بعد أن تزوجها رسميا أنها تركت لحبيبها ثلاثة أبناء.. منهم واحد من صلبه..وحاول تجاهل الأمر واعتبره من سكرات الموت.. لكن سائقه وخادمه وضميره «طريف» كان يقظا حين أكد له أن ما قالته شفيقة حقيقي، وأنها أنجبت فعلا 3 ذكور أصبحوا فى سن الشباب وأنهم يعملون فى شركاته وممتلكاته، ما الأزمة إذن؟!

أزمة نجيب زركش هذا الثرى العجوز صارت فى التعرف إلى ابنه الحقيقي، وهنا تتجلى فى المسلسل الذى أخرجه شادى الفخرانى روعة الحوار وبعض الجدل الفلسفي!

لفت نظرى دور الراوى «طريف» الذى يعلق على الأحداث، فنراه يخاطب المشاهد فى البيوت مباشرة شارحا ما نتابعه.. كيف اهتديت لهذا الدور المسرحي؟

لو تلاحظ أن الأبناء الثلاثة مسعد مهموم بالأب وأديب، وسعيد مغرم بالفلوس أما سعد فموهبة فنية تبحث عن دور..كل واحد له طباع نابعة من موهبته وقدراته الخاصة والموروثة، لكننى صنعت خطا دراميا مبنيا على رواية يكتبها مسعد وهو الأديب الموهوب الذى يحلم بالأب المفقود فى حياته، وكتبت المقاطع بنفس واحساس الروائي.. ولا اخفيك سرا أنى احيانا كنت ابكى عند كتابة تلك المقاطع من رواية الأب.. وهى الرواية المفترضة داخل المسلسل الذى يبدو كوميديا فى النهاية، لما اشتملت عليه تلك المقاطع الروائية من كلمات وحروف تبحث عن الأب فى كل ركن، فقلبت على المواجع والاحزان متذكرا ابى رحمه الله،

بدا لى يحيى الفخرانى يؤدى دورا عبقريا لشخصية نجيب زاهى زركش يعرف تفاصيلها وأطوارها النفسية فهو ثرى عجوز يعيش فى قصر منيف، ورث ثروته عن آبائه وأجداده، يديرها وان لم نره منغمسا فى العمل، بل يقضى وقته فى متعة متصلة مع الكأس، لا يحب أن تزعجه هموم الحياة، لذلك فقد اتخذ قرارا بعدم الزواج وتحمل المسئولية، لكنه فى نفس الوقت مغرم بالنساء، وسمح لشفيقة هالة فاخرـ أن تعيش معه لمدة 30 عاما.. لكن الجديد هو دور طريف الضمير المخلص الوفى الذى أداه محمد محمود.. ماذا أضاف الممثلون لأدوارهم المكتوبة فى السيناريو؟

كل الممثلين اجادوا فى ادوارهم وان كان على القمة انوشكا فى دور الأم سيدة الأعمال البرجوازية ومحمد محمود والشباب الثلاثة.. سعيد وسعد ومسعد والمثقفة سحر ونانسى البريئة ومؤنس.. وكذلك رجب كرارة كانوا بالنسبة لى ليسوا فقط مفاجاة سعيدة..ولكن كانوا ممتعين فى كل مشهد.. رغم اننى احفظ المشهد لكننى استمتعت جدا بمواهبهم الكبيرة.

وماذا عن الرمزية جرى العرف أن يرمز للوطن الحضن بالأم؟

زاهى زركش لا يرمز لمصر بالتأكيد، لكنه يرمز للأبوة الغائبة، أو المفقودة سواء بالموت أو بالجحود والانكار، لقد صار يبحث هو نفسه عن أبوته، فتلك هى نقطة البداية حتى يكون جديرا بأن يكون أبا، فالأبوة ليست جينات ولا ميراثا ولا دى ان ايه.. لكنها معنى سام كان يفتقده حتى وصله وهو فى السبعين من عمر!

شعرت أن نجيب زركش برجوازى مصري، فماذا عن طريف والحائط الثالث؟

طريف هو الراوي.. وهو الشخصية التى تضع قدما داخل العمل الدرامى وقدما أخرى مع الجمهور، أداها محمد محمود ببراعة ونجحنا بها أن نكسر الإيهام بالشكل «البريختي» دون ان نخسر الجمهور او نتعالى عليه، بل العكس.. أحب الجمهور طريف وتعاطف معه رغم اخطائه وأطماعه.. وهذا نجاح كبير نحمد الله عليه.

من أعطاه هذه المساحة للخروج للناس فى البيوت؟

انا وشادى المخرج المميز الموهوب، والذى كان حريصا معى ان يظل طريفا بين الدراما وبين الجمهور طوال الوقت.

وحكاية البهجة هل هى طبيعة يحيى الفخرانى أم فلسفة العمل؟

من اول لحظة وقبل كتابة اى سطر فى المسلسل كان هناك اتفاق ثلاثى بينى وبين المخرج والنجم الكبير يحيى الفخرانى ان يكون مبهجا فى السرد مبهجا فى الختام!

يا له من هدف نبيل.. لعله إشفاقا على معاناة الجمهور فى عام الكورونا؟

نريد هذا العام ان نبهج الجمهور ببساطة..هناك بالتأكيد لحظات جادة ولحظات شجن خاصة عندما ظهر «مورال» العمل جليا واضحا قرب الخمس او السبع حلقات الأخيرة.

الكلام عن الأبوة ليس سهلا.. وأحيانا يكون محزنا.. كيف حللت المعادلة؟

إنه الفخ.. والخروج منه لم يكن سهلا أيضا لكنه ممكن بالتعاون بين جميع أطراف العمل.. وكان الاصرار على النهاية السعيدة وان تكون من نسيج العمل والشخصيات وليست مفتعلة، والحمد لله وفقنا الى ذلك بشكل اسعد الجمهور كما نوينا من البداية.

أكيد هى الصدفة وظروف الإنتاج التى جمعت لك عملين هذا الموسم هما «نجيب زاهى زركش» و«القاهرة كابول».. هل هناك خيط حريرى يربط بينهما غير الـ«دى إن إيه»!

«نجيب زاهى زركش» ابتسامة تحمل معني، والقاهرة كابول نقاش عريض وصعب يحاول ان يعيد صياغة المفاهيم الى اصلها بين مجموعة من الشباب بدءوا فى حى السيدة.. وتعرضوا لتأثيرات دينية وسياسية واجتماعية، ويطرح موقف الإسلام السياسى تجاه الفن، والقوى الناعمة، والرابط بين العملين أن كلاهما فى بيوت مصرية تبحث عن الاستقرار والتوازن والحياة السعيد.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق