مع تفشى جائحة كورونا عالميا وإجراءات الإغلاق المشددة التى طبقت فى كل مكان عاد مصطلح «الميناليزم» أو الاكتفاء بالأساسيات للظهور مرة أخرى وتجددت الدعوات لضرورة مراجعة طريقة حياتنا والعودة للبساطة وتقليل الاحتياجات لاقل قدر ممكن والتخلى عن العادات الاستهلاكية وحب الاقتناء والنزعة الشرائية لكثير من الاشياء والسلع التى لانحتاجها وهو مصطلح بدأ فى الظهور فى الستينيات من القرن الماضى يهدف إلى التخلى عن كل ما هو غير ضرورى وزاد الاهتمام به والدعوة له مؤخرا بعد جائحة كورونا واضطرارنا للمكوث فى المنزل مدة اطول خاصة مع اغلاق المحال التجارية وصعوبات التنقل،.
وتعتمد الفكرة على الاكتفاء بالقليل من كل شئ سواء من الملابس او المقتنيات او الاثاث والسلع الكمالية وتخليص بيوتنا من كل ما هو غير ضرورى وزائد على الحاجة او من»الكراكيب» التى تعيق الحركة داخل المنزل فالتخلص منها يعنى وقتا اقل فى التنظيف ومساحة أكبر للحركة وفرصة لحياة البساطة أو «الميناليزم» لذلك ربما عليك البدء فى تخليص منزلك من كل ما هو غير ضرورى وستشمل هذه الخطوة بالتأكيد التخلص من الملابس وأدوات المطبخ والجرائد والمجلات والكتب القديمة وغيرها من «الكراكيب» المعروفة فى بيوتنا، والتى نحتفظ بها لأننا نحبها أو تذكار من شخص عزيز أو لاننا لا نجد مكانا للتخلص منها أو تقع تحت الجملة الشهيرة « يمكن تنفع» لذلك تنصح شيرين عز الدين خبير التدبير المنزلى ومؤسس موقع إدارة البيت دائما بالتخلص من الكراكيب شيئا فشيئا وليس دفعة واحدة، فقد اخذت وقتا طويلا فى الدخول إلى حياتنا ومن الطبيعى أن نخرجها على مراحل، فضعى لنفسك خطة وابدئى بمكان واحد كل مرة أو غرفة واحدة كل أسبوع حتى يتم تطهير كل الأماكن، فالهدف هنا هو تخطى عقبة الخوف من التخلص من الأشياء ووضع القواعد للمستقبل حتى لا تتراكم الكراكيب على مدى الأيام القادمة مرة أخرى كوضع حد لعدد الجوارب فى هذا الدرج أو حد أقصى لعدد الأكواب بالمنزل وهكذا.
وبعد الانتهاء من «الكراكيب» بمفهومها المعروف تحدثنا عن نوع آخر من «الكراكيب» لا نلتفت إليه كثيرا وهو الكراكيب «سوفت كوبى» أو الكراكيب الافتراضية والتكنولوجية والتى قد نتصور انها لا تمثل مشكلة كبيرة ولكنها نوع من الكركبة والزحمة فى حياتنا وعقولنا بكل ماتحتويه أجهزتنا المختلفة من ملفات وصور وفيديوهات منها ما لا نحتاجه ولكن نهمل فى التخلص منها تماما كالملابس التى لا نتخذ بشأنها قرارا، ومنها ما لا نعلم عنه شيئا ولكنه يحتل مساحة كبيرة من الأجهزة ويؤثر على كفاءتها، وللأسف هذه الكراكيب قد لا نراها ولا نشعربها ولكنها موجودة، تأكل من وقتنا وطاقتنا فى كل مرة نستخدم فيها الجهاز. وتكمن مشكلة هذه الكراكيب فى أن تراكمها يسبب مشاكل للأجهزة سواء الحاسب الشخصى أو التابلت أو الموبايل وغيرهما، فقد لا يحتوى الجهاز على سعة تخزينية تكفى لكل هذه الملفات فيعمل ببطء أو يغلق أحيانا من تلقاء نفسه، كما تتسبب فى ضياع الوقت فى البحث الطويل عن صورة أو ملف وسط الآلاف خاصة إذا كنا فى احتياج سريع لهذا الملف، وكذلك يسبب هذا البطء التوتر والعصبية عندما نحتاج الجهاز. والحل بسيط كما توضح شيرين ويتلخص فى معرفة كيفية تنظيم الملفات الالكترونية والصور على أجهزتنا الرقمية المختلفة بالإضافة إلى مسح مستمر لما لا نريد، ابدئى من الآن فامسحى كل الملفات والصور التى لم تعودى بحاجة إليها وكذلك النسخ المكررة منها..
أما بالنسبة للصور فللأسف نحن نلتقط الصور أكثر مما ينبغى ونكرر الصورة عشرات المرات لنختار الأفضل، ولكننا لا نتخلص من النسخ السيئة أو غير المرغوب فيها لذلك يجب باستمرار مسح الصور المكررة أو غير الواضحة أو انتهى الغرض من تصويرها ثم تنظيم الباقى فى ملفات خاصة لسهولة الوصول اليها وتشير شيرين إلى نوع آخر من الكراكيب وهو الكراكيب الفكرية والمقصود بها تلك الأفكار الملهمة التى تأتى فجأة وتشغل عقلك وتفكيرك عما هو ضرورى الآن مثلا فكرة رائعة لتغيير لون كنب غرفة المعيشة فى حين أنه وقت المذاكرة الخاص بك أو موعد تحضير الطعام، وتكون النتيجة عادة عدم دقة فى الأداء أو نسيان شئ مهم، أو قد تكون الأفكار الخاصة بكل ما لا يتعلق بك أو بأسرتك أو بأولويات حياتك فتحتل مساحة من عقلك ليست من حقها وتؤدى إلى توتر أو حزن نحن فى غنى عنه. والتخلص من هذا النوع من الكراكيب يكون بتفريغ الدماغ سواء بكتابتها على الورق او الفضفضة مع صديق وهو ما يحقق صفاء الذهن فى نهاية المطاف ويقلل الشعور بالتوتر وتشوش الافكار.
رابط دائم: