رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

حديث «الأشجار»

بريد;
بريد الاهرام

نطالع باستمرار ما يسمى «مذبحة الأشجار»، ولاسيّما بالمناطق السكنية وعلى ضفاف الترع والمصارف، وذلك للتوسعة في شق الطرق وإنشاء الكبارى لتسهيل حركة التنقل وسرعة توصيل احتياجات المواطنين والوصول إلي الموانئ لتصدير الفائض أو ضرورة اقتلاع الأشجار القديمة لخطورة بقائها على الناس والممتلكات، ولكن في كل الأحوال فإن التوسع في زراعة الأشجار أمر ضروري ومهم للأسباب الأتية:

ـ تمد الأشجار الأجواء المحيطة بها بالأكسجين نهاراً، مع تحسين جودة الهواء في ضوء السلبيات التي تحد من نسب الأكسجين في الجو وأهمها عادم السيارات المنبعث من شكمانات السيارات في الشوارع، وتعمل الدولة جاهدة لإحلال الغاز بديلاً عن البنزين والسولار، والتوسع في محطات الخدمة بل وأيضا وضع البنية الأساسية للسيارات الكهربائية.

ـ كبر المساحة الصحراوية التي تهب منها الرياح على المدن محملة بالأتربة والرمال حال وجود عاصفة أو رياح موسمية والتي تقدر في العام بآلاف الأطنان مما يتطلب أن تكون هناك مصدات من الأشجار لهذه الرياح.

ـ أفران و «مناقد» الريف المصنوعة من الطين أو الفخار ووقودها من الحطب الجاف ومخلفات الأشجار لعمل المخبوزات والطعام والشاي ينبغي إزالتها في ضوء تطوير الريف نظرا للإنبعاثات الضارة منها وإفساد جودة الهواء واستبدالها بأجهزة حديثة صديقة للبيئة.

ـ تدخين الشيشة والسجائر وحرق القمامة وشي اللحوم على الفحم في المناطق السكنية تعد من أكبر ملوثات الهواء، وقد اتخذت كثير من الدول إجراءات حازمة للحد من هذه الملوثات للجو.

ـ ترك القمامة المكشوفة لفترات بالشوارع في الصيف على وجه الخصوص يؤدي إلي انبعاثات ضارة بالهواء ونظافته.

إن الأمر في حاجة إلي جهاز قومي لإدارة منظومة تشجير المدن ومحافظات الجمهورية، ووضع استراتيجية متكاملة للتشجير مع مراعاة خصوصية المنطقة ونوع الأشجار المناسبة سواء كانت مصدات للرياح أو أشجارا خشبية، أو أشجار زينة، وظل تحمي الناس من حرارة الجو وتمدهم بهواء نظيف لمواجهة الملوثات، ومن الضرورى أن يضم هذا الجهاز أساتذة كليات الزراعة ومراكز الأبحاث الزراعية وممثلا لكل محافظة وعددا من الفلاحين ذوي الخبرة في نوعية الأشجار، إلى جانب مسئولين من وزارتى الزراعة والري والبنك الزراعي، وتكون له شخصية اعتبارية وميزانية مستقلة للتشجير، وترفع قراراته وتوصياته إلى مستوي عال بالدولة في ضوء الإستراتيجية الموضوعة والصلاحيات المخولة لها.

لقد أخبرنى أحد صناع الأثاث في مصر منذ 20 سنة أنه كان في اجتماع مع خبير ألماني زائر سأله: لماذا تدفعون ملايين الدولارات لاستيراد الأخشاب من الخارج، ولديكم هذه الصحراء التي يمكن زراعتها بأشجار خشبية من نوعيات معينة تستخدم في صناعة الأثاث وغيره، وتتم الاستفادة من معالجة مياه الصرف الزراعى، ومن ثمّ يتم توفير العملات الأجنبية.

أيضا كنت في زيارة إلى لندن منذ أكثر من 25 عاما، وشاهدت أحد الأشخاص يربط شجرة في الشارع بجنزير وقفل صغير حديد في دائرة حول الشجرة الصغيرة، فسألته عما يفعل فقال إنه يجعل الشجرة عمودية على الأرض، بحيث لا تضايق سائقي السيارات بالشارع ولا المارة على الرصيف عندما تكبر، وهناك فريق عمل آخر لتهذيب الأشجار وقصها ليلا، ورفع المخلفات ليكون الشارع نظيفا، وهناك فريق ثالث لصيانة الأشجار وتسميدها بالمخصبات لتنمو قوية وتتم حمايتها من أي إصابات حشرية أو فطرية، وإزاء ما تقدم نحو تشجيع زراعة مزيد من الأشجار حسب نوعيتها وفوائدها، أرجو أن يتحقق في ضوء أساليب الرى الحديثة، ومصادرها غير التقليدية والأقل تكلفة واستدامة.

محمد جمعة محمد

مدير عام بأحد البنوك الكبرى سابقاً

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق