مملكة القلب

عندما نتذكر أيام الفن الجميل حيث الفوازير والشهد والدموع وليالى الحلمية وأرابيسك والعائلة, فنجد أن هذه الدراما الجميلة تعد من أهم القوى الناعمة لمصرنا الحبيبة.. وإذا قمنا بتعريف القوى الناعمة فإنها القوى التى تستطيع التأثير فى وجدان الشعوب من خلال وسائل الإعلام المختلفة ومن خلال الدراما دون استخدام القوى الصلبة. وقد وجدنا فى رمضان الماضى خليطا بين أعمال درامية هادفة تضع القيم والمثل وتقدم لنا التضحيات التى يقدمها الجيش والشرطة وتقدم لنا نماذج لأبطال حقيقيين قدموا أرواحهم فداء للوطن (الاختيار 2) نموذجا.. كمسلسل تليفزيونى. أما الإذاعة فلقد نجحت فى تقديم بعض الأعمال الدرامية الهادفة مثل مسلسل مملكة القلب الذى تمت إذاعته على إذاعة البرنامج العام وبالتزامن مع إذاعة القاهرة الكبرى بطولة الفنانين منال سلامة وياسر فرج ونخبة من النجوم الشباب ومن تأليف الدكتورة منى زكى أستاذ الفكر الإستراتيجى, والتى جسدت فى هذا المسلسل دور الحب فى حياة الإنسان وكيف يستطيع أن يقضى على جميع المشكلات والظواهر الاجتماعية السيئة فى حياتنا وكيف يناقش قضايا مهمة مثل الإرهاب والإدمان بأسلوب فيه نوع من الرقى والاحترام وكيفية التعامل المحترم بين الرجل والمرأة ودور الموسيقى فى تعليم وتربية النشء وتهذيب السلوك. أما فى بعض الأعمال الأخرى فوجدنا انهيارا للثوابت وتضييع القيم وسقوط المعايير التى تقيس الذوق العام فتخرج أعمالا فنية هابطة لا تجد فيها الأب القدوة والأم المثل فيختلط علينا الأمر فى وصف الجدعنة والفتوة والشرف فما نقدمه لجيل الشباب الحالى هو قيم مشوهة وحوار يهبط بالذوق العام إلى مستوى أدنى من لغة الشارع فتؤدى الى تفكك المجتمع بحجة نقل الواقع.