«أحمد نوتردام» هو أحد أفلام ثلاثة استهدفت إيرادات أفلام العيد برغم الإجراءات الاحترازية لمكافحة فيروس «كورونا»، التى شملت إلغاء الحفلات المسائية بدءا من التاسعة مساء؛ مما جعل العديد من منتجى الأفلام يقررون انتظار موسم عيد الأضحى، باستثناء الأفلام الثلاثة، التى تتضمن «ثانية واحدة» لدينا الشربينى، و«ديدو» لكريم فهمى، و «أحمد نوتردام» لرامز جلال وغادة عادل، الذى تمكن من تحقيق أعلى إيرادات فى موسم عيد «الفطر» بحصده قرابة 13 مليون جنيه.
الفيلم يتحدث عن صحفيين هما أحمد «رامز جلال» وشاكر «حمدى المرغنى»، اللذَين يعملان فى موقع إلكترونى «قلب الحدث»، وكل هدفهما اعتلاء «التريند»، وتحقيق أرقام عالية للمشاهدة، وعلى الجانب الآخر هناك سفاح المترو «خالد الصاوى» الذى يقتل النساء، وتحقق فى جرائمه الطبيبة الشرعية عبلة «غادة عادل»، ومعها الضابط عماد «محمود البزاوى»، إلى أن يلتقى الصحفيان أحمد وشاكر الطبيبة عبلة، ومعهم الدكتور «الخربوطلى» لتتوالى الأحداث. الفيلم كتبه لؤى السيد، وله العديد من الأفلام الخفيفة، مثل «رغدة متوحشة» و«خلاويص» و«مراتى وزوجتى» و«كنغر حبنا» و«غش الزوجية»؛ لكنه هنا فى «أحمد نوتردام» به العديد من المشكلات فى السيناريو لا سيما فى تتبع الشخصيات برغم التسلسل الجيد فى البداية إلا أن اكتشاف أحمد وشاكر شكل السفاح بعيدًا عن الشرطة، واختفاء شخصية الضابط عماد فى النصف الثانى من الأحداث، علاوة على تمكنهما من حل لغز السفاح، سواء فى معرفة شكله أو الخطأ الذى تسبب فى اعترافه بجرائمه.. كل ذلك أضعف دراما الأحداث التى بدأت قوية، بينما جاء منطق التسلسل ساذجًا.
التمثيل: رامز جلال فى شخصية الصحفى المشاكس الذى يصل إلى أى مكان ليحصل على الخبر الصحفى حتى لو ذهب إلى المشرحة أو عرض حياته للقتل.. يجسد شخصية الشخص المتسرع، وهى ليست جديدة عليه، فهو كذلك فى غالب أعماله، وحتى فى برامجه، لكنه هنا فى أفضل حالاته!
غادة عادل فى شخصية الدكتورة عبلة الطبيبة الشرعية التى تحاول العثور على السفاح الذى تكون ضحاياه من النساء تخاف على نفسها حتى لا تصبح هى الضحية التالية، وقد أدت الدور من منطلق كوميدى.
حمدى المرغنى فى شخصية شاكر خبير الكمبيوتر أو الصحفى الذى يبحث عن اعتلاء «التريند» فى «السوشيال ميديا» ممثل كوميدى أدى الشخصية بهدوء فكان على مستوى الأحداث.
بيومى فؤاد فى شخصية الخربوطلى الباحث فى علم الإجرام أدى شخصية مثل الشخصيات الكثيرة التى مثلها من قبل، وهى التى تتمتع بالخفة التى يجيدها.
خالد الصاوى فى شخصية السفاح ممثل كبير أثبت أنه يستطيع أداء أى شخصية بتمكن.
انتصار فى شخصية الضحية ألفت المشد تركت أثرًا بأدائها كأنه لم يكن غيرها ضحية فى الأحداث برغم أنها ليست الضحية الوحيدة، وبرغم مشاهدها القليلة.
أما على ربيع وأحمد حلاوة ومحمود البزاوى ومحمد عبد المعطى وشيماء سيف ومحمد ثروت فكانوا ضيوفا خفيفى الظل.
التصوير (ضياء جاويش).. برغم أن «أحمد نوتردام» ثالث أفلامه كمدير تصوير إلا أنه استطاع عمل إضاءة فى خدمة الدراما خصوصا فى مشاهد الليل والداخلى فى مترو الأنفاق أو غرفة أو فيلا السفاح بما يخدم الدراما وحالة الرعب التى تطلبتها مشاهد الفيلم، وقد تعامل معها بحرفية، كأنه فيلم رعب كامل.
المونتاج: يُعتبر «أحمد نوتردام» بداية عمل عمرو عاصم كمونتير للأفلام، وفيه حافظ عاصم على الإيقاع السريع، وهو ما يميز أفلام الرعب الكوميدية فكانت تقطيعاته فى خدمة دراما الأحداث كما أن استخدام الإيقاع فى شريط الصوت مع القطعات فى الصورة خدم مشاهد الرعب فهو مونتير فى أول أفلامه، وقد اعتاد الإيقاع السريع الخاص بالتريلر، مما جعل الإيقاع سريعا فى فيلم مدته أكثر من ساعة ونصف الساعة.
الموسيقى: (عمرو اسماعيل) مؤلف موسيقى له العديد من الأفلام مثل «أبو على» و«كده رضا» و«ظرف طارق» و«ألف مبروك».. استخدم عمرو الموسيقى الخفيفة التى بدأها بالآلات الوترية (الأسلوب الأوروبى) وفى نهايتها تدخل الهمهمات البشرية ثم أعاد نفس الجمل الموسيقية بالآلات الإيقاعية ثم ختمها بالهمهمات لإضفاء حالة رعب على الأحداث لكن بخفة برغم وجود العديد من حالات القتل والتعذيب، وحتى أغنية «ايديت بياف» فى مشهد المشرحة، وتخيل أحمد أنه وسط آكلى لحوم البشر «الزومبى»، مما جعل الموسيقى مواكبة للصورة.
الإخراج: (محمود كريم) له العديد من الأفلام التى بدأها من فيلم «يابانى أصلي»، ثم كل أفلام رامز جلال بداية من «رغدة متوحشة». وهنا فى «أحمد نوتردام» أجاد كريم عمل فيلم خفيف بدون أى تعقيدات إخراجية، واهتم بشريط الصوت الذى أبدعه بموسيقى عمرو إسماعيل والمونتير عمرو عاصم ومهندس الصوت محمد عبد الحسيب إلا أنه يُسأل عن عدم استكمال شخصية الضابط فى الأحداث وتحييد الشرطة فى الكشف عن السفاح.
فى الختام: «أحمد نوتردام» هو فيلم رعب خفيف يحتوى على الكثير من المشاهد الكوميدية.
رابط دائم: