كريم الشناوى: نجاح المسلسل وسام على صدر فريق العمل
مريم نعوم: ورش الكتابة تمنح الأعمال الدرامية تنوعا فى الرؤى
سلوى محمد على: توقعت هذا النجاح والمسلسل إضافة لرصيدى
يصنف كثير من النقاد، مسلسل «خلى بالك من زيزى» الذى عرض على شاشات التليفزيون خلال شهر رمضان الماضي، بصفته من أهم الاعمال الدرامية الاجتماعية، التى غابت عن الساحة الفنية على مدار السنوات الأخيرة، ويرى هؤلاء أن مثل تلك الأعمال الهادفة، تأتى على طريق محاولات إحياء الفن الراقي، عبر تقديم قصص اجتماعية هادفة، تعكس ملامح الحياة الأسرية فى المجتمع المصري، بأسلوب فنى لا يخلو من الصورة الجذابة على الشاشة.
بعيدا عن مسلسلات البلطجة والعنف، والألفاظ الجارحة والإيحاءات الفجة، تصدر مسلسل «خلى بالك من زيزى» سباق الدراما الرمضانية، عبر تقديم تجربة درامية اجتماعية إنسانية هادفة، ومناسبة لكل أفراد الأسرة، فغرد منفردا بعذوبة ونعومة، عبر سيناريو متقن شاركت فى اعداده ورشة كتابة احترافية، نجحت فى توصيل المعلومة وجذب المشاهد، دون أن يخلو الأمر من اضفاء بسمة على الوجوه، وتقول الكاتبة مريم نعوم: عكف على كتابة مسلسل «خلى بالك من زيزى» فريق عمل متميز من أعضاء «ورشة سرد»، وهى ورشة متخصصة فى كتابة السيناريو، لها تجارب سابقة شديدة التميز فى عدد من المسلسلات خصوصا الاجتماعية، ولهم أيضا تجربة ناجحة تسبق العمل مباشرة، حققت نجاحا أشاد به الجمهور قبل النقاد، وهو مسلسل «ليه لأ»، الذى أكد مدى خبرتهم ونضجهم فى الكتابة، وتضيف نعوم: كان الانسجام بين أفكار أعضاء الورشة أحد أبرز ملامح النجاح لهذا العمل، خاصة أن الورشة تعطى فرصة للوجود أكثر طوال العام، كما أننى أؤمن بالعمل الجماعى بصفة شخصية.
ويقول المخرج كريم الشناوى: العمل مع فريق متخصص فى الكتابة الدرامية، يمنح المخرج فرصة جيدة لإبراز أفضل ما عنده، خصوصا لو كان هذا الفريق صاحب تجارب ناجحة وبينهم تفاهم، فالورشة فى النهاية تعطى إنتاجا أكثر، ورؤى أكثر تنوعا أفضل بكثير من عمل يقوم على كتابته فرد واحد، فالعقبات التى قد تظهر فى بعض المناطق فى الدراما، نجد لها أكثر من حل مثالى، يجعل العمل يظهر فى النهاية بجودة أكبر، وفى وقت قصير.
تؤمن الفنانة سلوى محمد بأهمية ورش الكتابة، وتقول بأن الأعمال العالمية الناجحة أيضا، تكون نتاجا لورش كتابة متخصصة، لأنها تعطى نتيجة أفضل، وهى تدلل على ذلك بمسلسل «فريندز»، فجميع أجزائه قديما وحديثا قائمة على تعدد الورش، والأقلام طوال مسيرة عرضه.
النجمة أمينة خليل لا تخفى ولعها بالأفكار الجديدة، وتقول: أحرص على أن أتواجد دائما فى أعمال خارج الصندوق، وأحرص قدر المستطاع على ذلك، والحقيقة أن هناك أعمالا درامية تجذب الجمهور دائما، أيا كان نوعها وموعدها، لكنى شعرت منذ اللحظة الأولى التى تم فيها عرض المسلسل علي، بأننى امام مسلسل سيكون جاذبا للجمهور والأسرة، وتضيف: ارتبطت بشخصية زيزى جدا، وتعاطفت معها، وهو ما شجعنى على الموافقة على القيام بهذا الدور فورا وبلا تردد، وأعجبنى أن موضوعات المسلسل مختلفة، وهو يناقش قضايا يعيشها كثير من المصريين، وهو ما يفسر هذا النجاح الذى حققه المسلسل عند عرضه، فقد شعر كثير من الناس انهم قريبون من أحداث المسلسل وشخصياته، بينما شعرت أنا بصدق أحداثه، لأنه يناقش قضايا حقيقية، إضافة إلى أن تطور الشخصيات والأحداث قوى ومتماسك، والحقيقة أن مثل هذه الاعمال تكون مناسبة جدا للعرض فى شهر رمضان، فالأسر المصرية تبحث دائما عن محتوى مفيد يليق بها، وقد نجح المسلسل فى ذلك، لأنه أطلق رسائل غير مباشرة، ودون توجيه خطاب مباشر وعبارات الوعظ.
وحول الحداثة فى فكرة العمل تقول نعوم: ربما يرجع ذلك الى صاحبة الفكرة «منى الشيمي» وهى فى الأساس معالجة نفسية، ولديها خبرة من واقع تجارب مع كبار وأطفال، يعانون مشاكل صحية ونفسية وسلوكية قريبة مما كانت فى المسلسل، وقد عايشت الشيمى تلك التجارب لمدة عامين قبل كتابة العمل، مما جعله مميزا وسهل التناول، فضلا على ما يتمتع به من جوانب عديدة صحية ونفسية، أضافت لبنية العمل، وجعلته متماسكا، ويناقش قضايا حقيقية ومهمة، ولا يخلو فى الوقت نفسه من كوميديا هادفه غير مصطنعة، أحبها الجمهور.
وعن توقعاتها بنجاح المسلسل لهذه الدرجة تقول أمينة خليل: تمنينا هذا النجاح بالفعل، وكان هدفنا منذ البداية، لذلك بذل كل منا أقصى ما لديه، لتصل الرسالة للمشاهد، ويأتى المسلسل بهذا الأثر الجميل، لكن مريم نعوم تقول: الحقيقة أننى لم أتوقع هذا النجاح الكبير، الذى يعود بالأساس لفريق العمل بالكامل، بدءا من المخرج وورشة الكتابة وليس انتهاء بالإنتاج وكل من شارك فى صناعة المسلسل، فالنجاح لا يأتى منفردا، ولكنه نتاج تعاون بين الجميع، وتضيف نعوم: أى عمل اجتماعى يحتاج تركيزا شديدا فى كل كلمة، خاصة أنه يشرح ويفسر نوعا من الأمراض التى حاولنا توصيلها ببساطة وأمانة، لتقديم شيء هادف ومفيد الى المجتمع إلى جانب الإمتاع طبعا.
أمينة خليل
يرى المخرج كريم الشناوى أن التنوع فى الاعمال الدرامية خلال شهر رمضان، شىء يستحق الاهتمام، فالسوق يحتاج أكثر من نوعية وشكل من الأعمال الدرامية، التى يجب أن تتراوح ما بين الكوميديا والفانتازيا، والأعمال الاجتماعية الأسرية والأكشن وغيرها، ويقول : أنا مع التنوع وضد منع أى نوع من أنواع المسلسلات، وأسعى دوما للتغيير كمخرج حتى لا أنحصر فى تقديم قالب معين من الأعمال الفنية، ولا أنكر أن نوعية مسلسل «خلى بالك من زيزي» قليلة ، لذلك كان تقديمها مغامرة أصررت عليها لاختلافها وتقديمها مضموناً ومحتوى غير تقليدي.
وتقول الفنانة أمينة خليل: التحدى والمغامرة فى الفن شيء جميل، ربما تكون المخاطرة والاختلاف فى مصلحة الفنان، وهو ما يحدث فى الغالب، وقد حدث والحمد لله فى مسلسل «خلى بالك من زيزي» الذى يمثل اختلافا حقيقيا عن نوعيات الدراما المقدمة، وإن كنت معها جميعا، لأن التنوع مطلوب. الصعوبة بالنسبة لى كانت تكمن فى كونى أؤدى شخصية جديدة وغير طبيعية مبدئياً، لكنى فور أن اندمجت فيها أصبح كل شيء داخل الشخصية وحولها سهلا، وتضيف أمنية : أذاكر الشخصية جيدا قبل دخول أى عمل، فالتحضير والاندماج هما سلاحى القوى فى أى عمل فني، وأنا عموما أحب فكرة التطور، وأن أقدم فى كل عمل جديد شخصية جديدة علي، تبدو فى إطار عمل مختلف بصفة عامة فى فكرته وتناوله، وللأمانة فإن كل التساؤلات التى كانت فى ذهنى حول تفاصيل الشخصية خصوصا الحالة المرضية، فرط الحركة وتصالحها مع نفسها والمجتمع ومواجهته، وجدت إجاباتها فى ورق السيناريو بشكل مفصل، خصوصا أنها مزيج متضارب من الحركة والمشاعر والانفعالات.
تنظر الفنانة سلوى محمد الى مسلسل «خلى بالك من زيزي» بصفته واحدا من أهم الاعمال التى أضافت رصيدا من النجاح لها، وحبا لدى الجمهور، وتقول: أحببت دور كوكى الأم والجدة والخالة، الذى جسدته فى العمل وارتبطت به بشكل كبير، برغم أننى أحب تقديم أدوار الشر لأنها الأقوى وتجذب الجمهور أكثر، لكنى أرى أن دور كوكى قربنى أكثر لجمهوري، من خلال مسلسل يناقش أكثر من قضية فى إطار كوميدى اجتماعى خفيف، وبسيناريو محبوك دراميا بشكل جيد، وهى وصفة نجاح لأى عمل فنى.
رابط دائم: