غنت لكل القلوب.. للحب.. للأمل.. للوطن، ولضحايا «دير ياسين»، وعندما تغنى «وردة» فصوتها هو الفرح للحزانى، والأمل للتعساء، والشفافية للسعداء.
وردة ليست فقط مطربة موهوبة ولها أغنيات رائعة، ولكنها أيضا صاحبة قضية، فأول أغنية لها كانت عن الجزائر بعنوان «يا مروح لبلاد»، وآخر أغنية كانت أيضا عن الجزائر بعنوان «مازال واقفين»، وقاسمت شعبها كل المواقف التاريخية التى مر بها، فكانت لسان الثورة الجزائرية منذ مطلع الخمسينيات عندما أطلقت وهى فى الثامنة عشرة من عمرها أغنيتها «كلنا جميلة، البطلة النبيلة» وأيضا «أنا من الجزائر، أنا عربية»، لتتحول إلى سفيرة للمقاومة الجزائرية فى العالم العربي، وفى هذه الفترة سمعها الرئيس «جمال عبد الناصر»، فأعجب بصوتها وطلب أن يضاف لها مقطع فى أوبريت «الوطن الأكبر» يتحدث عن الجزائر.
لم تغن وردة فقط لمصر والجزائر، لكنها غنت لمعظم الدول العربية وعلى رأسها فلسطين، حيث غنت بمناسبة الذكرى الرابعة عشرة لمذبحة «دير ياسين» التى وقعت يوم 9 أبريل 1948، أغنيتها المنسية التى لا تذاع «ثلاثة إخوة فى دير ياسين» والتى تحكى مأساة أسرة فلسطينية ويقول مطلعها: «ثلاثة إخوة من دير ياسين، عمر الصغير9 سنين، عمر التانى 14، عمر التالت 16، أبوهم راح من الدنيا وفارقهم، وعاشوا العمر من بعده فى حنان الأم، بتربى فيهم وتخاف عليهم، وتنام وتصحى يا عينى بيهم، وفى اليوم المشئوم، بالغدر المرسوم، دخل الغاصب بيتهم، سقهم لنهايتهم، الأم شافت أولادها للموت بيتدخدوا، فضلت تولول، وتنادى أطفالي، روحي، سيبهم دول أطفال»، وتستكمل بصوتها باقى المأساة.
رحم الله وردة التى نحيى هذه الأيام الذكرى التاسعة لرحيلها، فهى من قال عنها محمد عبد الوهاب: «عندما أسمع وردة تغنى أحس بنشاط وشباب، وأشعر أننى فى صحة جيدة»، واستقبلها «رياض السنباطي» فى المطار بباقة ورد عندما جاءت للقاهرة أول مرة إيمانا منه بموهبتها، وقدم «شارل أزنافور» حفلها على مسرح «الأولمبيا»، ووصفها بأنها من أكبر مطربات العالم.
رابط دائم: