المشهد الآن
إسرائيل تتآكل

رغم امتلاك القوة العسكرية الهائلة وجرائم الحرب التى تمارسها على الاراضى الفلسطينية من غزة الى القدس مرورا بالضفة على مدار الايام الماضية، فإنى أرى ان اسرائيل تتآكل وتنكمش والاسباب كثيرة وشواهد وحقائق التاريخ تؤكد ذلك، فمنذ ظهور هذا الكيان واعلان الدولة الصهيونية بوعد بلفور عام ١٩١٧ وهى تمارس القتل والتهجير واتباع السياسة التوسعية، وكانت غالبا ما تنقل صراعاتها وحروبها خارج ارض فلسطين المحتلة، فحاربت مصر على ارض سيناء واحتلت جنوب لبنان، ولكنها خرجت مهزومة من سيناء على ايدى ابطال الجيش المصرى فى حرب ١٩٧٣، ثم انسحبت من قطاع غزة بعد ان حولت المقاومة الفلسطينية حياتهم الى جحيم، وخرجت ايضا من جنوب لبنان تحت وطأة الخسائر الفادحة فى الارواح والمعدات التى تكبدتها على ايدى المقاومة اللبنانية، وقبل ذلك تركت الضفة الغربية بعد اتفاق السلام فى اوسلو، كل هذه الحقائق على الارض تؤكد ان الدائرة بدأت تضيق على هؤلاء المحتلين، بل ان الحروب التى يشعلونها بدأت تنتقل الى قلب الاراضى المحتلة، فهذه هى المرة الاولى فى تاريخ الصراع الفلسطيني- الاسرائيلى الذى بدأ قبل اكثر من ٧٠ عاما تصل الصواريخ الى تل ابيب وايلات وكافة المدن التى تسيطر عليها. هذا تغير خطير سيقلب موازين القوى والصراع فى المستقبل ، وعلى مدار التاريخ لم يحدث ان استعمارا دام الى الابد، ومهما كانت قوته وجبروته لن يهزم اصحاب الارض خاصة مع هذه الملاحم البطولية للشعب الفلسطيني، إسرائيل لن تكون اقوى من الفصل العنصرى فى جنوب إفريقيا الذى استمر قرنا كاملا ثم انتهي.

فاصل قصير: فقط سيبقى النبلاء والموقف النبيل. فى ذاكرة الشعوب..البطل الاسكتلندى ويليام والاس.