رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
«جز العشب» كارثة!

جربت إسرائيل كل شيء. نسفت المبانى السكنية. دمرت مواقع المقاومة. فجرت القادة والسياسيين. قتلت مدنيين وأطفالا. كل بضعة أعوام كانت تكرر الجرائم. هدفها، كما يدعى قادتها، جز العشب، أى إزالة الحشائش والأعشاب(الفلسطينية) الضارة المتمثلة بعناصر المقاومة لإعادة الهدوء إلى غزة. حسب الجنرال السابق يوآف جالانت، يجب تنفيذ هذا النوع من الصيانة من حين لآخر.

تدرك إسرائيل جيدا أنها مهما كانت قدراتها، فلن تستطيع اقتلاع المقاومة. رابين قالها عام 1992: «أتمنى أن تغرق غزة فى البحر لكن ذلك لن يحدث، ولابد من حل». لذلك كانت اتفاقية أوسلو التى رغم انحيازها التام إلا أن اليمين الإسرائيلى المتطرف احتقرها، لتنشأ نظرية الجز. حدث ذلك خلال العدوان أعوام 2009 و2014 و2021.

أحد أسباب سيادة النظرية إدمان الجميع للوضع القائم. إسرائيل لا تريد تسوية، وتعتقد أن إجراءاتها الأحادية كبناء المستوطنات وفرض السيادة وتشديد الحصار( غزة محاصرة من 2006 وحتى الآن)، كفيلة بوأد القضية. السلطة الفلسطينية استخلصت أنه لا أمل، ولذلك سعت لخطوات رمزية كضمان وضع لها بالأمم المتحدة والاعتراف الدولى والتوجه للجنائية الدولية، لكن على الأرض لا حل. العالم تقريبا نسى فلسطين التى لم تعد أولوية لا دوليا أو عربيا. الغالبية رضيت ضمنيا بالسماح لإسرائيل بجز العشب كل فترة على أن يعود الهدوء بعد ذلك. لسوء حظهم الهدوء لا يعود، والأمور تسوء أكثر. حتى بالنسبة لإسرائيل ما يجرى الآن أسوأ بكثير من السابق. المقاومة طورت صواريخها. فرضت حظر تجول على مدنها وعزلتها عن العالم. الأخطر أن العدوان الجديد فتح جبهة جديدة داخل إسرائيل. العنف الطائفى اندلع بين اليهود والعرب لدرجة أن الرئيس الإسرائيلى حذر من حرب أهلية.

بالطبع الأولوية حاليا لوقف العدوان، لكن ما لم يتم إنهاء العمل بنظرية جز العشب والبدء فى مفاوضات تقود لتسوية عادلة برعاية الأمم المتحدة وليس الولايات المتحدة، فإن المنطقة والعالم على موعد مع أزمة جديدة ربما بعد شهور أو سنوات قليلة، قد تكون أخطر وأشرس. الحلول الوقتية تفاقم الأوضاع، والعودة للهدوء ليس حلا.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: