رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

النفايات«الفضائية»حول الأرض.. خطر وجودى!

إيناس حلبى

لم يكتف الإنسان بتلويث البيئة على الأرض فقط، وإنما تعدى ذلك ليصل إلى الفضاء. ففى السماء الزرقاء والتى تبدو لنا صافية تسبح آلاف الأطنان من شظايا عمليات إطلاق الأقمار الصناعية والرحلات الفضائية المتكررة، والتى كان آخرها إطلاق الصاروخ الصينى «لونج مارش ٥ بي» الذى بلغ وزنه 21 طنا وطوله100 قدم وعرضه16 قدما، والذى فقدت السيطرة عليه، مما أثار الرعب وحبس أنفاس العالم لأكثر من أسبوع خوفا من استهدافه للأماكن المأهولة بالسكان حال اختراقه الغلاف الجوى للأرض وانفجاره، إلى أن سقطت بقايا حطامه فى المحيط الهندى غرب جزر المالديف دون خسائر بشرية أو بيئية.

السباق العالمى فى غزو الفضاء، والذى بدأ منذ إطلاق الاتحاد السوڤيتى لأول قمر صناعى عام 1957، دعا إلى أن وصل عدد الأقمار الصناعية إلى أكثر من 6 آلاف قمر فى منتصف العام الماضى، والمفاجأة أن نحو 60% من هذه الأقمار أصبح خارج الخدمة، وتحول إلى «نفايات فضائية»، أو ما سمى بالحطام الفضائى أو «القمامة الفضائية»، والتى بدأت تشكل فى الفترة الأخيرة مشكلة حقيقية وخطرا يهدد كوكب الأرض، وعلى وجه الخصوص محطة الفضاء الدولية، والمكوكات والمركبات الفضائية التى تحمل البشر بسبب تراكمها وانتشارها فى الفضاء المفتوح وتعرضها للارتطام والانفجار.

وحسبما تشير له إحصائيات وكالة «ناسا»، تنتشر فى الفضاء المفتوح حاليا نحو 500 ألف قطعة حطام «خردة فضاء» تدور حول الأرض بسرعات تصل إلى 17 ألفا و500 ميل فى الساعة، وهو ما يكفى لتدمير أى شيء قد تواجهه أمامها فى أثناء تحليقها.

ذلك ما دفع وكالات الفضاء الدولية إلى ابتكار طريقة ما لتنظيف الفضاء من نفاياته، ومن المتوقع أن تطلق وكالة الفضاء الأوروبية أول مهمة فضائية لإزالة الأنقاض من مدار الأرض بحلول 2025.

ومن جانبه، يوضح الدكتور أسامة محمود شلبية، عميد كلية علوم الملاحة وتكنولوجيا الفضاء بجامعة بنى سويف ومدير مركز الفضاء بجامعة القاهرة، أن النشاط الفضائى أصبح متزايدا ولم يعد يقتصر على دولة بعينها، فكل الدول تتسابق فى امتلاك وكالة فضائية خاصة بها تحمل أقمارها الصناعية التى تطوعها فى استخدامات سلمية مفيدة لها فى الاتصالات والاستشعار من البعد، والأبحاث العلمية وغيرها، مشيرا إلى أنه كما للتكنولوجيا من مزايا، فلها أيضا عيوبها وأضرارها وأهمها «الحطام الفضائية»، وهو ما يؤرق المجتمع العلمى من تزايدها، خاصة وأن خبراء الفضاء يتوقعون إطلاق 990 قمرا صناعيا كل يوم خلال السنوات المقبلة، وهذا رقم مخيف. ويضيف أن الحطام الفضائى يشمل كلا من الجزيئات الطبيعية (النيازك)، والتى تنتج عن حزام الكويكبات بالمجموعة الشمسية حين خروجها عن مسارها ودخولها للأرض واصطدامها، وهذا أمر طبيعى لا يمكن التحكم فيه. 

وأشار شلبية إلى أن الأمم المتحدة قد وضعت قانونا دوليا صارما  عقب الحرب الباردة يلزم دول العالم جميعا بالحفاظ على البيئة الفضائية نظيفة، ويضع قيودا على الدول عند إطلاقها رحلاتها وأقمارها الفضائية، مثل ان تذكر أسباب الرحلة وكيفية تأمينها وإنهائها بشكل سلمى دون استخدامها لأى أسلحة نووية أو مشعة، وأن تكون لدى الدول شفافية ومصداقية فى طرق استخداماتها للفضاء.

ومن ناحيته، يرى الدكتور طارق العربى، مدير المخلفات الإلكترونية والطبية بوزارة البيئة، أن الأضرار البيئية الناتجة عن حطام الصواريخ والمركبات الفضائية تعتمد فى المقام الأول على نوع المادة والمكونات المصنعة لجسم الصاروخ، فإذا كانت مواد صلبة فلن تؤثر على البيئة فى حال اصطدامها وتفتتها، وكأنها مركب أو سفينة غارقة فى المحيط، أما إذا كان الصاروخ يحمل مواد مشعة أو نووية فبالتأكيد سيحدث ضررا كبيرا، سواء سقط على اليابسة أو فى البحر

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق