شجرة الحياة

فى المغرب توجد شجرة تسمى «أرجان»، تشكل العمود الفقرى للنظام الرعوى والزراعى فى المغرب، وتُعمر هذه الشجرة لمدة 250 عامًا، وقد صنفت «محمية حيوية» من اليونسكو عام 1998، الأمر الذى جعل الهيئات المغربية المعنية تتدخل للحفاظ عليها من خطر الانقراض، بالإضافة إلى تثمين هذا التراث الاقتصادى والثقافى الفريد، وينتج من ثمار «أرجان» نوعان من الزيوت، الأول خاص بالطعام، ولونه بنى داكن، والآخر خاص بالتجميل ولونه أصفر ذهبي، ويصل الإنتاج العالمي، ومعظمه من المغرب، إلى 19623 طنا، أو ما يعادل مليارا و79 مليون دولار أمريكي، بحلول 2022، وسعر اللتر الواحد من زيت الأرجان فى السوق العالمية، حوالى 3000 يورو. وقد أصبح مادة أساسية فى صناعة مواد التجميل، وتنتشر منتجاته فى أرقى عواصم العالم. وثمار هذه الشجرة خضراء، وتتحول إلى اللون البني، وتشبه إلى حد كبير حبات البندق، ولكنها أكثر استطالة، وعند إزالة قشرتها ذات الملمس القطنى تكون على شكل حبة اللوز المقشر، وبعد عصرها ينتج منها زيت عجيب وسحرى هو زيت أرجان، ويتم استغلال أوراقها وثمارها وخشبها بشكل اقتصادى كما يطلق عليها عدد من الأسماء الشعبية منها «شجرة الحديد»، وشجرة «زيتون المغرب»، و«شجرة الحياة».

وكما كان يحدث عندنا فى مصر فى محصول القطن، فقد نُظمت حول زيت «أرجان» قصائد وأشعار، وأهازيج شعبية ترتبط بكل مرحلة من إنتاجه، أما عن زيت ارجان نفسه، فله مذاق مقبول، وهو غنى فى نسبة الأحماض الدهنية الأساسية مثل حمضى الأوليك واللانوليك، والحمض الأخير يساعد على تنظيم عمل الهرمونات المسئولة عن نفاذية الأغشية الجدارية، أما عن الفوائد الصحية المهمة لزيت ارجان، فهى تتراوح بين علاج حب الشباب والحصبة والجدرى المائى, كما يستخدم فى حماية الإنسان من ارتفاع نسبة الكوليسترول، وأمراض القلب، وعلاج أوجاع الأذنِ، وتَخفيضِ أخطارِ النوبة القلبيةِ، وتخفيف الآلام الروماتيزمية، كما أنه يساعد على حسن أداء الجهاز التنفسى ويستخدم فى ترطيب الشعر الجاف، وكذلك فى عمل العديد من الأطباق المغربية، وعدد من مستحضرات التجميل التى تنتشر اليوم بأمريكا وأوروبا كواحدة من أهم المستحضرات، التى تنتج من تلك الشجرة العجيبة، التى خصصت لها اليونسكو يوما عالميا فى شهر مايو من كل عام للاحتفال بها.

د. حامد عبدالرحيم عيد

أستاذ بعلوم القاهرة