رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كلمة عابرة
شعارات القدس وفلسطين

ليس السؤال عن وجود أثر للصواريخ التي تطلقها حماس من غزة على إسرائيل، فهذه مسألة لا شك فيها، وإنما هناك أسئلة مهمة عن مدي هذا الأثر، وعن القيود التي تحد من توسيعه، وعمن يستفيد منه أكثر: الإسرائيليون أم الفلسطينيون. لأن الواضح أن من مصلحة إسرائيل أن تبالغ في مخاطر هذه الصواريخ، لكي تكون مبرراً لتصعيدها ضد الفلسطينيين علي عدة مستويات عسكرية وسياسية وإعلامية. ولكن ما هي مصلحة الفلسطينيين أن تقول بيانات حماس إنها أطلقت مئات الصواريخ أوقعت خسائر رهيبة علي الجانب الإسرائيلي ونجحت في زرع الرعب في قلوب الإسرائيليين، ثم تذكر هذه البيانات أن النتائج الفعلية علي الأرض لا تتجاوز جرح عدد من الإسرائيليين! وهكذا، وبدلاً من أن تركز حماس علي الحقيقة الواضحة عن التفاوت الهائل في القوة لصالح إسرائيل، وعلي قدرتها المخيفة علي التخريب والإيذاء، إذا ببيانات حماس تتطابق بشكل مريب مع الخط الإسرائيلي، وهي تزهو بما تسميه قدرتها علي التصدى للقوة الإسرائيلية!

وأما الشق الخاص بالأسباب التي تمنع حماس من امتلاك سلاح مؤثر بكميات تسمح بالاستمرار، فهذا يطرح تساؤلاً عن عدم حيازتها للسلاح الإيراني الذي يصول ويجول به الحوثيون ضد السعودية، وسؤالاً آخر عن اختفاء مقاتلي التنظيمات المتعددة التي تسمي نفسها بالقدس أو بفلسطين، ولكنها متفرغة للعمليات الإرهابية في مصر ضد جيشها وشرطتها وشعبها! والخلاصة، أن إيران هي المتحكمة في نوعية ومقدار تسليح حماس، بل وفي توقيت استخدام ما تسمح به، بما يراعي المصالح الإيرانية، ولن تسمح الآن إلا بما يفيد مفاوضاتها في استعادة الاتفاقية النووية التي عرقلها ترامب.

وأما أقوي سلاح في يد ممثلي الشعب الفلسطيني فهو جماهيرهم العريضة التي كان يمكن أن تحتشد في تظاهرات سلمية عارمة يشهدها العالم كله، وتضع إسرائيل في حرج بالغ إذا استخدمت ضدهم أي قوة. علي عكس الصواريخ البدائية التي تبرر للقوة الإسرائيلية أن تنفلت متحررة من أي حسابات معقدة. وأما إذا فهم أحد أن هذا الكلام يجحد حق الفلسطينيين في المقاومة، فهذا شأنه.

[email protected]
لمزيد من مقالات أحمد عبدالتواب

رابط دائم: