فى فبراير ١٩٨٥، فاجأ سمير غانم جمهوره فى دور العرض بمشاركته بدور تراجيدى لافت فى فيلم «أيام التحدي»، أمام وحش الشاشة فريد شوقي.
المفاجأة الأكبر كانت رد فعل الجمهور.. فقد كانوا يضحكون بمجرد ظهوره فى المشاهد المختلفة.. هنا قرر سمير العودة فورا إلى عالمه المفضل.. الكوميديا.. وكأنها أبت أن يفارقها، بقدراته الأدائية التلقائية، وخفة ظله، وحضوره الطاغى مسرحيا أو سينمائيا أو حتى تليفزيونيا، بدءا من اسكتشات ثلاثى أضواء المسرح الممتعة مع رفيقى العمر الضيف أحمد وجورج سيدهم، وحتى أحدث أدواره فى «لهفة» أو «بدل الحدوتة تلاتة».
ثلاثي أضواء المسرح - سمير غانم - من أرشيف «الأهرام»
مسيرة طويلة أحاطها حب الناس، لم يعتمد فيها غانم على تلقائيته فقط، بل قدم نموذجا فريدا يحمل اسمه، مازجا بين خفة الظل، و«نحت الإفيهات» من رحم المواقف، فصار وجوده خاطفا للأنظار طوال الوقت، حتى فى أقل مساحات الدور حجما.
من منا ينسى أدواره فى «خلى بالك من زوزو»، «صغيرة على الحب»، «عالم عيال عيال»، «البعض يذهب للمأذون مرتين»، «تجيبها كده تجيلها كده هى كده»، وأكثر من ١٥٠ فيلما سينمائيا لن تمحوها الذاكرة.
فريد شوقي سمير غانم - صفاء أبو السعود - من أرشيف «الأهرام»
وفى المسلسلات، قدم شخصيات كوميدية متنوعة عاندتها الدنيا فواجهها بطيشه تارة، وطيبته تارة أخري، كما فى مسلسلات «ميزو»، «كابتن جودة»، «انسى اللى فات يافرحات»، وغيرها من الأعمال التى تجاوزت ٦٠ مسلسلا.
حجز الفنان القدير لنفسه مقعدا فريدا فى قلوب محبيه، بشخصيتى «سمورة وفطوطة»، باعتباره «مخرج أنتيكة متعلم سيما فى أمريكا»، والصراع المثير الدائر دائما بينهما على مدى ٣ مواسم، ضمن فوازير رمضان فى الثمانينيات.
سمير غانم - من أرشيف «الأهرام»
سمير غانم - إيناس عبدالدايم - من أرشيف «الأهرام»
أما على خشبة المسرح فقل ما شئت، عن أدائه الطاغى صارخ الكوميديا، بأزيائه المتنوعة بين الشعبية والفانتازية، وحرصه على إبراز تفاصيل خاصة بكل شخصية يلعبها، تكون سببا فى تفجير الضحك، فقد تكون قطعة إكسسوار أو «لازمة» فى طريقة الكلام أو ماشابه، فنذكر «موسيقى فى الحى الشرقي»، «طبيخ الملائكة»، «جوليو ورومييت»، «أهلا يا دكتور»، «المتزوجون»، «فارس وبنى خيبان»،» أخويا هايص وأنا لايص»، «بهلول فى إسطنبول»، وأكثر من ٤٠ مسرحية، تحمل نقدا اجتماعيا وسياسيا لاذعا، فى دراما كوميدية ساخرة لن تنساها الأجيال على مر السنين.
سيظل سمير غانم بيننا، تحيطه دعواتنا بالشفاء العاجل، بقدر ما أسعدنا، وأدخل البهجة على قلوبنا.. لأنه ببساطة، مهما «تجيبها كده أو تجيلها كده» فارس الكوميديا.
الصور من أرشيف «الأهرام»
رابط دائم: