رغم أن القمح عنصر غذائى مهم غنى بالمواد النشوية وبعض الفيتامينات ولا تخلو أى مائدة مصرية من الخبز الذى يعتبر مصدرا رئيسيا للغذاء الا أن مكون الجلوتين الذى يحتويه رغيف العيش يمثل خطورة كبيرة على البعض ممن يعانون من حساسية القمح وفى الماضى كان الاعتقاد الشائع ان المصابين بحساسية الطعام يولدون بها لكن الأبحاث الحديثة أثبتت أنها قد تحدث للأفراد فى أى مرحلة عمرية وتصبح منتجات القمح مصدر خطر على الصحة.
توضح الدكتورة حنان سعيد عز العرب أستاذ الصحة العامة بطب عين شمس واستشارى التغذية العلاجية ان مرض تحسس القمح من أمراض المناعة الذاتية التى تهاجم الطبقة المبطنة للأمعاء الدقيقة مسببا حدوث التهابات فيها، وهذا بدوره يؤدى إلى تدميرها، مما يتسبب فى سوء امتصاصها للمواد الغذائية والمعادن، ومن جهة أخرى يعانى مرضى تحسس القمح بشكل أساسى حساسية تجاه الأطعمة المحتوية على الجلوتين الذى يمثل البروتين الرئيسى الموجود فى القمح والشوفان والشعير ويستلزم وجود أنزيمات تهضم البروتين داخل الامعاء وهناك بعض الافراد لا توجد هذه الأنزيمات فى أجسامهم فيصبح القمح بالنسبة لهم جسم غريبا ويتم تكوين أجسام مضادة له مما يسبب أعراضا ومشاكل مرضية مثل الانتفاخات فى البطن والغازات والمغص والالام المتكررة وسوء الهضم وكثيرمن الاطفال يتم اكتشافه فى السنوات الاولى من العمر ويتم منعهم نهائيا من جميع منتجات القمح والشعير ومشتقاته حتى لا يحدث أى مضاعفات للطفل.
وأكدت أنه يمكن حدوث نقص هذا الأنزيم بعد سن الشباب نتيجة للإصابة ببعض الأمراض أوالتعرض للتلوث البيئى بشكل كبير وخاصة أن أعراض الحساسية فى الكبار تتشابه مع أعراض أمراض القولون فلابد من التفرقة بينهم فالذى يعانى ضمولا وسوء هضم وانتفاخات ونقص فى معدلات الحديد والألم فى المفاصل لابد من التجربة العملية والامتناع نهائيا عن القمح لفترة زمنية وإذا شعر بالتحسن تشخص الحالة على انها حساسية قمح ويتم الامتناع الفورى عن كل منتجات القمح ومشتقاته وكذلك فالأطفال الذين يعانون فرط الحركة ومرض التوحد أثبتت بعض الدراسات ان امتناعهم عن منتجات القمح والسكريات يؤدى إلى تحسن الحالات.
واضافت استشارى التغذية أن معظم حساسية الأطعمة الاخرى تكون نتيجة تناول الأطفال الرضع هذه الاطعمة قبل مرور سنة من الولادة لذلك فالرضاعة الطبيعية فى السنة الأولى تحمى الطفل من أمراض حساسية الاطعمة وتعمل على حماية وتبطين جدارالمعدة .
أما فى حالة كبارالسن فغالبا ما يعانون التحسس تجاه الالبان نتيجة أن خلايا الامعاء الداخل يحدث لها نوع من الشيخوخة فلا تستطيع هضم الالبان بسهولة
وتؤكد الدكتورة رندا رضا مبروك – أستاذ بكلية طب جامعة عين شمس وعضو مؤسس بالمجلس العلمى للتغذية العلاجية ان حساسية القمح مرض ناتج عن اضطراب بالجهاز المناعى للجسم تجاه بروتين الجلوتين الموجود فى بعض الأطعمة مثل الشوفان والشعير، مما يسبب التهاب البطانة الداخلية للأمعاء الدقيقة وعدم قدرتها على امتصاص العديد من المواد الغذائية المهمة. ولذلك ننصح بتناول الاغذية عالية السعرات مثل البروتين ويفضل أن تكون النشويات بسيطة سهلة الهضم والامتصاص، كما يجب أن تكون الوجبات صغيرة ومتعددة ومن الأغذية المسموحة وهى الارز بجميع أنواعه، البطاطس دقيق الذرة أودقيق الأرز، الكورن فلكس الخالى من الجلوتين، واللحوم والدجاج، البيض، البقول، الحمص، الترمس، المكسرات، زبدة الفول السوداني، الخضار والفاكهة، منتجات الألبان، الذرة، المكرونة المصنوعة من الأرز أوالذرة والبطاطس، العسل، المربى، والزيتون.
واضافت أنه يجب الابتعاد عن منتجات القمح ومنها النخالة، الشعير، البرغل، السميد، الجارود، الشوفان، الباكينج بودر، الخميرة، اللحوم المصنعة مثل الهامبرجر والنقانق جميع الاطعمة المعلبة، حليب الشيكولاتة، الوجبات السريعة، البطاطس المصنعة، الكاتشب، المعجنات، البسكويت والكيك الجاهز، الشيكولاتة لأنها تمثل خطورة على المريض وتؤدى الى تدهورحالته.
رابط دائم: