-
الرئيس خلال افتتاحه عددا من المشروعات: تطوير المجرى الملاحى وتحسين الحركة به .. وكراكة جديدة تنضم لأسطولنا أغسطس المقبل
-
كل أسرة قدمت شهيدا فى قطاعات الدولة سواء من الجيش والشرطة والقضاء والمساجد والكنائس
أكد الرئيس عبدالفتاح السيسى أن هيئة قناة السويس عملاقة وتتطور بما يتلاءم ويتوافق مع تطور حركة التجارة فى العالم، وقال خلال افتتاحه أمس عددا من مشروعات الهيئة إن زيارته القناة الهدف منها تأكيد أن القناة تعمل بكفاءة، ليس كمجرى ملاحى فقط، ولكن أيضا الشركات التابعة للهيئة، حيث تم عرض الأنشطة والأعمال التى يتم تنفيذها خلال هذه المرحلة.
وعبر الرئيس عن تقديره لهيئة قناة السويس، مجددا تهنئته على الجهد الذى بذل، والذى سوف يبذل فى المشروعات التى عرضها الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة.
ووجه الرئيس التحية والتقدير والاحترام للشعب المصرى ولهيئة قناة السويس، متقدما بالتهنئة بمناسبة حلول عيد الفطر المبارك، وداعيا الله سبحانه وتعالى أن يعيد علينا هذه الأيام بالخير والسلام والأمن والاستقرار، قائلا: «كل عام والعالم العربى والإسلامى بخير والعالم أجمع بخير وسلام».
وأثنى الرئيس السيسى فى مداخلته على «ما عرض أمس من عمل على تحسين حركة المجرى الملاحى فى الجزء الجنوبى الذى حدثت فيه المشكلة، فى إشارة للسفينة البنمية «إيفرجيفن»، وهى وصلة الـ٥٠ كيلو الأخيرة، سواء الـ١٠ كيلو، الموجودة داخل البحيرات المُرة، أو على امتداد الجزء الآخر حتى خليج السويس».
وتابع :»أتمنى أن تقوم هيئة قناة السويس بهذا العمل، لدينا كراكات كبيرة وعملاقة، وهناك كراكة ستصل لتنضم للأسطول فى شهر أغسطس المقبل».
الرئيس خلال حديثه بمناسبة افتتاح عدد من المشروعات بهيئة قناة السويس
وأضاف الرئيس السيسي: «إننا نستطيع، كهيئة، بمواردنا ومعداتنا، أن نقوم بهذا العمل، ويمكن الاستعانة ببعض الشركات لتنفيذه فى مدة أقصاها ٢٤ شهرا، وكلما كانت المدة أقل سيكون أفضل لنا، لكن لا أريد أن ألزمكم بذلك، فأنا لا أريد أن أحشد موارد ضخمة جدا لعملية التوسعة، ونريد أن نستغل إمكانات الهيئة، ولا مانع لدينا من الاستعانة ببعض الشركات للمساعدة فى عملية التكريك والتوسعة بالجزء الجنوبي».
وأشار الرئيس إلى أنه يعلم بأن الهيئة وضعت خطة لتطوير المجرى الملاحى كله، وليس فقط الجزء الذى تم افتتاحه، والذى كان ضمن مرحلة متأخرة فى الخطة، وجاء أوانه بحكم الظروف التى حدثت «حادث السفينة»، موجها حديثه للفريق أسامة ربيع، قائلا: «سنتحرك وننطلق، وأتصور مواردكم تسمح».
وحول قضية سد النهضة، أكد الرئيس أن الجهود مستمرة من أجل الوصول إلى حل لها، بصفتها من المسائل الحساسة والمهمة للغاية، مشيرا إلى أنه يتابع عن كثب القلق الذى يشعر به الشعب المصرى، ومؤكدا أن هذا القلق مقدر ومشروع.. وأنه سعيد به، لأن اهتمام المصريين ببلدهم أمر رائع ، إلا أنه طالب، فى الوقت نفسه، بأن «نكون على يقين من أن حقوقنا المائية لن يتم التفريط فيها».
وشدد الرئيس على أن الحفاظ على حقوق مصر المائية فى مياه نهر النيل أمر لايمكن لأحد تجاوزه أو التفريط فيه، مطالبا بعدم التعجل.
وقال:»كل شيء له ترتيبه وتدابيره.. والتفاوض عملية شاقة وصعبة.. ونحن نضغط، وكما رأيتم استقبلنا الفترة الماضية المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى جيفرى فيلتمان، كما استقلبنا الرئيس الكونغولى فليكس تشيسكيدى رئيس الاتحاد الإفريقى لبحث المسألة».
وأضاف:»أعلم أن الشعب المصرى يشعر بالقلق، وأنا كذلك، وهذا طبيعي، ولكن يجب أن تثقوا بأن مسار التفاوض يحتاج إلى صبر وتأن، ويجب ألا نستعجل النتائج، كما ينبغى أن تثقوا فى بلدكم، وفى قدرتها».
من جانب آخر، أشاد الرئيس السيسى بمحتوى الدراما المصرية التى قدمت خلال شهر رمضان المبارك، قائلا إن :»أعمال الدراما التى قدمت فى رمضان، والتى لابد أن تُقدم بشكل أكبر، تناولت أحداثا كثيرة مرت علينا، وذكرتنا بأيام صعبة تجاوزناها بفضل الله سبحانه وتعالى أولا، ثم بفضل تضحيات الشعب المصري».
وأضاف الرئيس أن «كل أسرة قدمت شهيدا فى قطاعات الدولة سواء من الجيش، أو الشرطة، أو القضاء، والمساجد والكنائس، وقدمت ثمنا لمكافحة الإرهاب الذى تحدثنا عنه من قبل».
وأعاد الرئيس السيسى التذكير بما كان قد نبه إليه فى يوم ٢٤ يوليو ٢٠١٣، من أن هناك «إرهابا محتملا»، فى الوقت الذى لم تكن هذه الرؤية ظاهرة للشعب المصرى، لكن الدولة كان لها رؤية وتقدير موقف ودراسات للتعامل مع مثل هذه المواقف، وتستشعر المستقبل، وتعمل على مواجهة التحديات المحتملة، وواجهناها بالفعل».
وقال الرئيس: «بفضل التضحيات، سينتهى هذا الأمر، وتتحسن الأمور، وسيأتى علينا وقت ليس بعيداً، نقول فيه إن هذا الأمر تم تجاوزه تماما».
وحول أسطول الصيد الجديد، قال الرئيس السيسى إنه «سيتم، خلال الافتتاح الذى نشهده، رفع العلم على ٣٤ مركب صيد من أصل ١٠٠ مركب، كانت الهيئة تعمل على تنفيذها منذ أكثر من عام ونصف عام، حيث تبلغ تكلفة المركب الواحدة نحو ٢٠ مليون جنيه على أقل تقدير، بتكلفة إجمالية مليارى جنيه، وتحتوى المركب على طاقم يتكون من ٨ - ١٤ فردا، وتم تجهيز جميع المراكب على أن تعمل فى المياه الإقليمية والدولية، وتحتوى جميعها على رادار، وأجهزة اتصال، ومصنع صغير للثلوج، ومحطة صغيرة لتحلية المياه وتوفيرها لطاقم المركب».
وأشار الرئيس إلى أن القطاع الخاص مدعو للمشاركة فى مثل هذه المشروعات التى «قطعنا فيها شوطا كبيرا، ونحن على استعداد لأن تنضموا معنا فى شراكة لإدارتها، بالتعاون مع الجهات المعنية، وذلك محاولة منا لتحسين وتطوير طرق الصيد القديمة، التى كانت تتم على مراكب أصغر، قياسا بالموجودة الآن».
وتابع السيسى قائلا: «قد تعتقدون أن هذه المراكب مرتفعة الثمن، ولكن، أولا: مقارنة بثمنها مع مثيلاتها المصنعة فى دول أجنبية تعد أرخص جدا، ثانيا: عندما ننفذ مشروعا، نحقق به جميع المواصفات المطلوبة، ولا نستطيع أن ننفذه دون المستوى»، مؤكدا أن «مشروع المائة مركب يعد نواة لأسطول صيد يسمح لنا بالخروج فى المياه الدولية، حيث تتوافر لدينا جميع المعدات المطلوبة».
ورحب الرئيس السيسى مجددا بمشاركة القطاع الخاص فى جميع المشروعات التى تنفذها الهيئة، قائلا :»أنتم جزء أصيل من الوطن، وبالتالي، مرحبا بكم للمشاركة معنا فى المشروعات التى نفتتحها، نحن قطعنا، بالفعل، شوطا كبيرا منها، ما يعادل ٩٠٪ من المطلوب، ويتبقى العمل والحركة حتى تكتمل الاستفادة مما نفذناه».
وجدد الرئيس السيسى شكره لهيئة قناة السويس، وعلى رأسها الفريق أسامة ربيع رئيس الهيئة، معربا عن تحياته وتقديره لكل أبناء الهيئة حتى أصغر عامل بها، ومتمنيا التوفيق لهم، معبراً عن أمله بأن «يستطيعوا بإمكاناتهم الانتهاء من المشروعات فى أقصى وقت ممكن، بما يعود بالنفع على القناة وتحسين ظروف التشغيل بها»، وداعيا الله سبحانه وتعالى بأن «يحفظ مصر والمنطقة والعالم كله من الشرور».
رابط دائم: