رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
الخضر يرثون اليسار!

«انتقلنا من أكبر حزب صغير إلى أحد الأحزاب الكبيرة. لم تعد هناك مناطق محظورة علينا». هكذا علق جوناثان بارتلى زعيم حزب الخضر البريطانى على مكاسب حزبه فى الانتخابات المحلية بإنجلترا الخميس الماضي. الموجة الخضراء تجتاح أوروبا.. فى فرنسا وأيرلندا وفنلندا والسويد، لكن الجائزة الكبرى قد تكون ألمانيا فى سبتمبر المقبل حيث ترشح الاستطلاعات حزب الخضر للفوز بالانتخابات وتولى منصب المستشارية لأول مرة. قطع الخضر الأوروبيون رحلة طويلة للوصول إلى اللحظة الراهنة. قبل سنوات، كانت مؤتمراتهم تسودها الفوضى والمناقشات العقيمة. كانوا أحزاب القضية الواحدة، وهى البيئة. غلب عدم النضج على سلوكياتهم. وحتى عندما شاركوا الاشتراكيين الديمقراطيين حكم ألمانيا نهاية التسعينيات، ساد الانقسام والمزايدات والمغامرة سلوك زعمائهم. الآن، الخضر متحدون، كما لم يحدث من قبل. علمتهم المشاكل والهزائم التى تكبدوها الانضباط، وأن تكون أعينهم على الناخب وليس الأفكار النظرية والمثالية التى طالما تمسكوا بها. أصبحوا أحزابا ناضجة هدفها، كأى حزب آخر، السلطة. ساعدتهم كثيرا الأزمة الوجودية لأحزاب يسار الوسط الأوروبية. العمال البريطانى والاشتراكى الديمقراطى الألمانى والاشتراكى الفرنسى نماذج ساطعة لحالة اليسار الأوروبي. هزائم متتالية وابتعاد من الناخبين عنهم. أحزاب اليسار حاليا ليس لديها جديد. فاجأتها التطورات الداخلية والخارجية، ولم تستطع التكيف بفكر جديد مع المتغيرات بعكس أحزاب اليمين كالمحافظين البريطانى والمسيحى الديمقراطى الألماني. هناك فرصة جيدة أمام الخضر ليكونوا ثنائى الحكم مع اليمين، وتتحول أحزاب اليسار لأقلية. فى الماضى، كان الخضر يتحالفون فقط مع اليسار الأقرب إليهم. الآن، هناك براجماتية واستعداد للتحالف مع اليمين. القضايا مثار اهتمامهم لم تعد فقط التغير المناخى بل القضايا الداخلية والوحدة الأوروبية وحقوق الإنسان فى العالم. على سبيل المثال، هم يوجهون نقدا شديدا لروسيا ولقمع الصين لأقلية الإيجور المسلمة. الخريطة السياسية الأوروبية تشهد تغيرات مهمة، ومن الضرورى متابعتها بدقة. أوروبا لا تزال لاعبا قويا على الساحة الدولية، ومن شأن وصول الخضر للحكم فيها، سواء منفردين أو متحالفين، ضخ أفكار وسياسات جديدة على القارة العجوز، ستؤثر سلبا وإيجابا على بقية العالم ونحن منه.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: