رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

كل يوم
جروح ودموع!

فى قلبى جروح غائرة وفى عينى دموع متدفقة وأنا أكتب هذه السطور من وحى المشاهد المأساوية المؤلمة لما يجرى فى مدينة القدس من اعتداءات واقتحامات إسرائيلية لإخلاء المنازل الفلسطينية من ساكنيها وتمكين المستوطنين من الاستيلاء عليها فى ظل صمت دولى وإقليمى مريب لم يكن له أن يحدث لولا ما أصاب العالم العربى من خراب وتمزق وانقسام تحت رايات الفوضى التى ضربت معظم أقطار الأمة باسم الربيع المزعوم منذ 10 سنوات ومازالت تداعياته مستمرة حتى اليوم.

لست أبكى على القدس فالمحنة قديمة والآلام مزمنة فأهل القدس رغم شدة المحن والآلام التى حلت عليهم ولم تسلبهم فقط حريتهم وإنما سلبتهم أيضا لقمة عيشهم لكنهم مازالوا صامدين فى وجه القوة الغاشمة والسياسات الإسرائيلية الباطشة التى تحاول أن تسلبهم أحلامهم ولكن دون جدوى والحمد لله!

إن بكائى وجروحى ودموعى على ما خسرته الأمة العربية فى السنوات العجاف التى أفرزتها عواصف الفوضى بعد أن سيطر غوغاء السياسة على المشهد العربى وخدعوا ملايين البسطاء بالشعارات الجوفاء وشحنوا أدمغتهم بالوعود والشعارات الكاذبة ليستفيق الناس على واقع مرير ترسمه لوحة سيريالية لأوطان وشعوب عربية تمزقها الصراعات والحروب الأهلية التى أفرزت أبشع أزمة لاجئين ونازحين ومشردين فى التاريخ الحديث لتختفى وتتوارى أهم المعالم الشخصية لأمة العرب التى كانت تتحرك وتنتفض مع كل عدوان تمارسه إسرائيل ضد الفلسطينيين كما لو أن الأمة العربية نسيت ماضيها ولم تعد تملك ترف التغنى بمفاخر وأمجاد هذا الماضى التليد إلى الحد الذى تلاشت فيه أبسط مظاهر التضامن العربى!

إننى لا أبكى على اللبن المسكوب ولكننى أود أن أنعش ذاكرة أولئك الذين استدرجوا الأمة إلى الفوضى والخراب تلبية لأجندات أجنبية – عن وعى أو غير وعى – وأتمنى عليهم أن يملكوا شجاعة الاعتذار عما اقترفوه فى حق الأمة العربية وأدى إلى استلاب روحها وعزيمتها واستباحة مقدساتها بهذا الفجور!

إننى أشعر اليوم بفخر لا يدانيه فخر لانتمائى للشعب العظيم الذى انتفض عن بكرة أبيه فى 30 يونيو عام 2013 واستدعى حراس الوطن فى المؤسسة العسكرية للعمل على إنقاذ البلاد لكى يبقى للأمة العربية بصيص من الأمل فى أن تستعيد فى زمن غير بعيد أيامها الخالدة والمجيدة.. وليس سوى مصر من يقدر على مداواة الجروح ووقف انسياب الدموع على الخدود!

ولو لم تكن أحداث الفوضى التى ضربت العالم العربى تحت رايات الربيع المزعوم لما كان بمقدور نتنياهو أن يقول أمس بنبرة تحد استفزازية بينما الغارات الوحشية تقصف قطاع غزة: إن القدس ستبقى يهودية وعاصمة أبدية ولنا حق الوجود فى كامل أحيائها.. وهذا هو الدرس المستفاد من السنوات العجاف التى أفرزتها أحداث 2011 وما بعدها!

خير الكلام:

<< الكلمات دموع اللغة والحقيقة بكاء فصيح!

[email protected]
لمزيد من مقالات مرسى عطا الله

رابط دائم: