رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

اللقاح الروسى.. «الغائب الحاضر» فى أوروبا

رسالة بودابست د. سامى عمارة
لا يزال الجدل مستمرا حول استخدام اللقاح الروسى فى أوروبا

تظل مسالة استخدام اللقاح الروسى «سبوتنيك-V» محور جدل يحتدم بين السلطات الرسمية المجرية التى اعتمدته وقررت السماح باستخدامه داخل حدود أراضيها، ومنظومة الاتحاد الأوروبى التى تظل حائرة مترددة أمام اعتماده والتصديق على استخدام مواطنى بعض بلدانها لهذا اللقاح. وقد تزايد الاهتمام بهذه المشكلة فى أعقاب إعلان المجر وهى أولى الدول الأوروبية التى سمحت باستخدام اللقاح الروسي، حول أن آخر البيانات الرسمية أكدت أنه يظل الأكثر فعالية وأمنا، فضلا عن تأكيد أن «التطعيم» يظل السبيل الناجع والأكثر تأثيرا وفعالية لمواجهة فيروس «كوفيد-19».

وتقول البيانات الرسمية التى نقلتها وكالة أنباء «نوفوستي»، إن عدد الذين أصيبوا بفيروس «كوفيد -19» بين مائة ألف مواطن مجرى جرى تطعيمهم بلقاح «سبوتنيك-V»، لم يتعد 95 مواطنا، بينما ارتفع العدد بين المواطنين الذين جرى تطعيمهم بلقاح «AstraZeneca» ليصل الى نحو 700 مواطن، و555 مواطنا بين الذين استخدموا لقاح Pfizer/BioNTech»». وأشارت البيانات الى أن حالات الإصابة بفيروس كورونا بعد استخدام اللقاح «سبوتنيك-V» بين مائة ألف مواطن تقل بنسبة 2-6 أضعاف حسب بيانات الصندوق الروسى للاستثمارات المباشرة، نقلا عن التقرير الرسمى الصادر عن الحكومة المجرية. وأضافت «نوفوستي» ان اللقاح الروسى جرى اعتماده فى ستين من بلدان العالم ممن يبلغ تعداد سكانها ما يزيد علي ثلاثة مليارات نسمة. وكانت المجر قد أعلنت خلال الأيام القليلة الماضية عن عدد من القرارات التى جرى بموجبها التخفيف من حالة التشدد التى كانت فرضتها فى وقت سابق تحت وطأة تزايد عدد الإصابات والوفيات التى كانت قد جعلتها الأكثر نسبة فى الوفيات فى القارة الأوروبية. وعلى وقع تراجع عدد الإصابات وانحسار حالات الوفاة، بسبب ضبط حركة الشارع المجري، والالتزام بالإجراءات الوقائية، وتزايد عدد الذين جرى تطعيمهم فى المجر، أعلنت السلطات المجرية عن احتمالات عودة النشاط التجارى والاقتصادى والتخفيف من إجراءات التخفيف من التشدد اعتبارا من التاسع عشر من مايو الجاري، وهى التى حققت رقما قياسيا فى عدد المواطنين الذين جرى تطعيمهم قياسا إلى تعداد السكان، لتصبح الأعلى بين بلدان الاتحاد الأوروبي.    ورغم هذه النتائج المبهرة التى كشفت عنها عمليات التطعيم باللقاح الروسى فى المجر وغيرها من البلدان، ومنها بطبيعة الحال روسيا الاتحادية، فإن الاتحاد الأوروبى لا يزال يلتزم موقف التحفظ من الاعتراف بهذه النتائج. وتتخذ قيادة البرلمان الأوروبي، موقفا متشددا ليس فقط تجاه اللقاح الروسى «سبوتنيك-V»، بل أيضا اللقاح الصينى «سينوفارم» اللذين يجرى استخدامهما فى تطعيم مواطنى المجر. وكانت الوكالة الأوروبية للأدوية قد أقرت الاعتراف فقط باللقاحات التى اعتمدتها، ولم تشمل هذين اللقاحين الروسى والصيني، كـ «جواز سفر» يسمح بحرية التنقل بين بلدان الاتحاد الأوروبي. وأشارت صحيفة «كرونين تسايتونج» إلى أن الحكومة المجرية اضطرت إزاء ذلك، إلى اتباع ما تراه مناسبا لمواطنيها، بما اتخذته من قرار تأمين الاعتراف بشهادة التطعيم الوطنية على أساس اتفاقيات ثنائية تعقد مع البلدان الأجنبية على أساس التعامل بالمثل. وقد عقدت المجر مثل هذه الاتفاقيات مع كل من صربيا والجبل الأسود وسلوفينيا والبحرين، إلى جانب أنها فى سبيلها إلى إجراء مباحثات مماثلة مع كل من اليونان وإسرائيل وسلوفاكيا وكرواتيا. وقد أعلن بيتر سيارتو وزير الخارجية المجرية عن حملة واسعة النطاق للترويج لتأمين الاعتراف بشهادة التطعيم الوطنية ضمن وثائق السفر إلى الخارج. ولتجاوز ما يتناثر من عقبات على طريق الاعتراف بمشروعية التطعيم باللقاحين الروسى والصيني، اقترحت المجر استصدار «جواز سفر» خاص بموقف المواطن من التطعيم والعلاج، دون الإشارة إلى نوعية اللقاح المستخدم فى التطعيم. وكانت حرية حركة وانتقالات المواطنين وكذلك حقوقهم فى الحياة الخاصة قد تعرضت لقيود وانتهاكات خلال الأشهر القليلة الماضية. وفى هذا الصدد طرحت المفوضية الأوروبية اقتراحا على الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى يقضى بتخفيف القيود المفروضة على دخول البلدان المدرجة ضمن «دائرة تأشيرات شنجن» بالنسبة لمواطنى البلدان الأجنبية ممن جرى تطعيمهم، شريطة أن يكون التطعيم بلقاح معتمد فى الاتحاد الأوروبي، أو من جانب منظمة الصحة العالمية، خلال فترة لا تقل عن أسبوعين من تاريخ دخول أحد بلدان الاتحاد الأوروبي. وفى هذا الشأن أيضا طرحت المفوضية الأوروبية اقتراحا على الدول أعضاء الاتحاد الأوروبى يتعلق بإصدار شهادات رقمية مشتركة، تسمح لمواطنى البلدان الأوروبية بحرية التنقل داخل الاتحاد الأوروبى أثناء تفشى الوباء. لكن ذلك لا يعنى عدم مطالبة أى من بلدان الاتحاد الأوروبى لزوارها أو ضيوفها بإجراء اختبار «بى سى ار»، أو الخضوع للعزل أو الحجر الصحى للفترة التى تعلن عنها، إلى جانب احقية كل من هذه البلدان فى اتخاذ ما تراه من إجراءات لمواجهة حالات الطوارئ، فى حال تدهور الأوضاع الصحية داخل حدودها.  ومن اللافت أن المفوضية الأوروبية، تركت للبلدان الأعضاء، حق ومسئولية الاعتراف بالشهادات الرقمية التى تسمح لمواطنى الاتحاد الأوروبى بحرية التنقل داخل الفضاء الأوروبى خلال فترة انتشار الوباء، على اعتبار أن هذه الشهادة أو الوثيقة، تغدو بمثابة تأكيد على تلقى المواطن اللقاح المعترف به، أو كنتيجة لاختبار سلبى «بى سى آر» أو إثبات لوجود الاجسام المضادة.

ومثلما فعلت المجر بإصرارها على طرق كل الأبواب واللجوء إلى جميع السبل الملائمة لإنقاذ مواطنيها من براثن الوباء القاتل، بما فى ذلك التعاقد على شراء اللقاح الروسى «سبوتنيك-V»، أعلن ميخائيل كريتشمر رئيس وزراء ولاية ساكسونيا الفيدرالية الألمانية «أن بلاده تخطط لشراء ما يصل إلى 30 مليون جرعة من اللقاح الروسى «سبوتنيك V». ونقلت وكالة «رويترز» عن كريتشمر تصريحاته حول أن عمليات شراء هذا اللقاح الروسى المضاد لفيروس كورونا المستجد، وإن ربط ذلك بموافقة الوكالة الأوروبية للدواء على استخدامه، والتى يتوقعها فى غضون الفترة من يونيو حتى أغسطس المقبلين.

وفى ذات السياق أعلنت المصادر الطبية الروسية عن عدد من التغييرات والتوصيات المؤقتة على ضوء ما جرى التوصل إليه من أدوية جديدة، إضافة إلى لقاحين روسيين جديدين هما «كوفى فاك»، و«سبوتنيك لايت»، ليرتفع عدد اللقاحات الروسية التى يجرى استخدامها فى روسيا وعدد من البلدان المتعاقدة معها إلى خمسة لقاحات، يظل أهمها وأكثرها تأثيرا «سبوتنيك-V». وحول الفروق بين كل من هذه «اللقاحات» نقلت وكالة «نوفوستي» عن ألكسندر جينزبورج مدير مركز «جاماليا» للأوبئة والبيولوجيا المجهرية تصريحاته حول «أنه يمكن استخدام لقاح «سبوتنيك لايت» للتطعيم الأولي، وإعادة التطعيم وزيادة الفعالية عند دمجه مع لقاحات أخرى»، وهو اللقاح الذى لا يحتاج المواطن فيه إلى تلقى جرعة ثانية منه، وإن كانت مدة فعالية اللقاح تقل زمنيا عن «سبوتنيك-V»، الذى قال  كيريل دميترييف رئيس صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، المسئول عن إنتاجه إنه «ليس عقارا واحدا، بل عبارة عن منصة لقاح» ، وأن «سبوتنيك V»، يستخدم فى روسيا، بينما سيتم تصدير «سبوتنيك لايت» إلى الدول الأخرى». ونقلت وكالة «نوفوستي» عن وزارة الصحة الروسية ما أشارت إليه حول ماهية هذه التوصيات التى شارك فى إعدادها مجموعات كبيرة من الأخصائيين والخبراء، ومنها ما يتعلق بإلغاء استخدام عدد من الأدوية ومنها هيدروكسى كلوروكين، وإضافة «الجلوبولين المناعى البشري». وفى هذا الصدد أشار البيان الصادر عن وزارة الصحة الروسية إلى أنه «بالنسبة للمرضى فى المستشفيات، يوصى باستخدام الجلوبولين المناعى البشرى ضد «كوفيد -19»، كعنصر من مكونات أى من نظم العلاج المضادة للفيروسات. وللعلاج الاستباقى المضاد للالتهابات عند البالغين، من الممكن استخدام الجلوكوكورتيكوستيرويد على شكل مسحوق للاستنشاق». وتشمل قائمة الأدوية العلاجية كلا من الأدوية: «فافيبيرافير»، و«ريمديسيفير»، الجلوبولين المناعى البشرى ضد كوفيد -19»، و«إنترفيرون ألفا»، و«أوميفينوفر». 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق