رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

لماذا القلق؟

بريد;

لماذا نقلق؟.. إذا كنت تريد حياة ثرية فعالة، فلتعش فى الحاضر، فالماضى دروس يجب استيعابها حتى لا تتكرر، ونتجنب استنفاد الطاقة فى صراعات مكبوتة تتفجر من حين لآخر، فإذا وعينا الدروس، وتقبلنا مواقفنا ومواقف الآخرين بفهم واقعى متسامح، نكون قد وفّرنا توترات الماضى، وصنعنا معه سلاما، بعد أن تعلمنا منه بالألم البناء.

وعلينا تجنب إهدار الطاقة فى القلق من المستقبل، فالقلق معناه خوف من المجهول، إذ إننا حين نتعلق بهدف ونريد ضمان تحقيقه، لا نستطيع تجنب التفكير الزائد فى أى احتمالات قد تطرأ فى طريق الإنجاز، حتى لو كانت تلك الاحتمالات لن تحدث كليا أو جزئيا، فلماذا لا نثق بقدرتنا على مواجهة الاحتمال وقت حدوثه؟ ولماذا لا نحافظ على طاقتنا، ولماذا لا نفكر فى خطة عامة مرنة ونبذل لتحقيقها أقصى الجهد بارتياح، مادام ذلك أفضل المتاح ونتوكل على الله؟.

ألا نؤمن بالقدر وأن كل شىء بميعاد؟.. هل نعرف ما يخبئه الغيب إذا أقدمنا على فعل ما، ثم حدث ما لم نكن نتصوره؟.. ألا ندرك أن القلق يختلس الطاقة والجهد والوقت، ويحرمنا من راحة البال، وصحة الجسد؟.. ألا نعلم أن الحياة منحة موقوتة مصيرها بيد الله وقتما وكيفما شاء؟، وأن علينا أن نتقبل أنها مغامرة نرحب بها، ونرتقى نفسيا وروحيا من اختباراتها لنقوى وننضج ونصفو ونسعد، فتكون المشكلات فرصا لمصلحتنا، فنستفيد منها، ونبنى على دروسها ما نقوى به أنفسنا؟.. إذا حدث ذلك سوف نقضى على القلق تجاه المستقبل بعد أن حققنا السلام مع الماضى، فتتوفر الطاقة للحاضر، ونوجهها خارج الذات، نحو حس أُرفِّه ووعى أعمق، وأشمل لنتخذ قرارات أكثر صوابا وسرعة وحسما وننجز أهدافنا بفاعلية ودقة وارتياح بعد أن نكون قد قضينا على توترات الداخل.

د. هادى التونسى

سفير سابق وطبيب

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق