كالعادة هلت علينا الإعلانات التلفزيونية فى شهر رمضان لتنغص مزاج كل من يتابع المسلسلات، وغالبيتها استفزازية، ولا تخاطب سوى قلة من الشعب خاصة اعلانات الفيلات والوحدات السكنية داخل «التجمعات» فالأسعار لا تقل عن ثلاثة ملايين جنيه للوحدة السكنية التى لا تزيد مساحتها على 200 متر مربع، وإذا كان مقدمها معقولا تفاجأ بأن قسطها الشهرى يتعدى أربعين ألف جنيه لمدة خمس سنوات!
والغريب أن معظم شركات التطوير العقارى تأخذ المقدم، وتطالب بدفع الأقساط، وهى مازالت تسعى إلى تخصيص الأرض من الدولة، وبنظام الـ «فوتو شوب» تمارس «الضحك» على الجمهور الراغب فى الشراء، فنرى البحيرات والأشجار فى كل مكان ولا بأس من ظهور الكلاب المطلة علينا من نوافذ السيارات، وتخرج السنتها ليراها أبناء الطبقة الكادحة التى تعيش فى العشوائيات وهم فى حسرة من حظهم الغابر.. ولكى يستوى الأمر بالنسبة للطبقات محدودة الدخل والمتوسطة، أقترح على وزارة الإسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة القيام بحملات إعلانية بالتليفزيون المصرى بالتزامن مع هذه الحملات الإعلانية المستفزة تعلن فيها عن مشاريعها كسكن مصر وأهل مصر وغيرها، وحتى المشروعات العملاقة والبديلة لسكن العشوائيات كحى الأسمرات وروضة السيدة زينب وغيط العنب الجديدة وأهالينا وغيرها, فهذه المشروعات تمنح الأمل لأبناء الطبقات الكادحة، وسوف يرون كل ما هو جميل مما قامت به الدولة مشكورة فى هذا المجال من شوارع واسعة وجزر وحدائق رائعة الخضرة بخلاف «برجولات التنزه» وملاعب كرة القدم والمسارح وجميع الخدمات المتطورة، وتكون الرسالة الهادفة: «أيها المواطن محدود الدخل.. الدولة معك ولن تنساك حتى فى فرش وحدتك السكنية»، ويمكن إسناد إخراج هذه الحملات لمخرجين متميزين مع تبرع الفنانين بأجورهم.
وعلى جانب آخر: لماذا لا تكثر وزارة الاسكان والمجتمعات العمرانية الجديدة من هذه المشروعات فالصحراء متوفرة والمشترى جاهز.
مهندس ـ جلال شره
رابط دائم: