رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

أفق جديد
لوبى اللقاحات يتحدى!

«وبص بص شوف. شوف الناس والظروف. يمكن تلقى الديابة لابسة فروة خروف. يمكن تلقى الغلابة فى أول الصفوف». تذكرت كلمات هذه الأغنية للراحل العبقرى سيد حجاب وأداء الرحل المبدع محمود عبدالعزيز فى فيلم الكيت كات (إنتاج 1991)، عندما قرأت عن رفض شركات الأدوية الكبرى اقتراح إدارة بايدن بالتخلى عن براءات اختراع لقاحات كورونا بما يسمح لدول العالم بالإنتاج.

ملأت هذه الشركات العالم دعاية ونفاقا قبل أكثر من عام عن جهودها لمساعدة البشر فى مواجهة الوباء، وبذلها كل الجهود مع المؤسسات العلمية لإنتاج اللقاحات بأسرع وقت ممكن لإنقاذ البشرية. لكنها، وقد جرت الأموال الهائلة فى أياديها، رفضت اقتراح الإدارة الأمريكية متذرعة بحجج واهية بينها أن التنازل عن براءات الاحتراع معناه دق ناقوس موت صناعة الأدوية، وسيؤدى لنقص مكونات اللقاحات، وربما إنتاج لقاحات مضروبة. وبعد أن كانت شركات الأدوية العملاقة تتعهد بالعمل على ضمان أن يتلقى أكبر عدد ممكن من البشر هذه اللقاحات، شكلت «لوبى ضغط» لإجبار واشنطن على وأد اقتراحها حتى تظل تحتكر الإنتاج حاصدة مليارات المليارات.

بعض الحكومات الغنية كألمانيا وفرنسا رفضت التنازل عن البراءات معتبرة أنه لن يحل المشكلة بل قد يفاقمها. ولأنه لابد من موافقة منظمة التجارة العالمية أولا، فإن الاحتمال الأكبر، هو أن يتم المماطلة فى النقاش ليستمر شهورا قبل تمرير الاقتراح لأن قرارات المنظمة بالإجماع. أمريكا نفسها كانت قد رفضت الاقتراح الذى تقدمت به الدول النامية فى أكتوبر الماضى لكن بفضل ضغوط النشطاء وأعضاء بالكونجرس تغير موقف بايدن.

ورغم أن اللقاحات بدأ بيعها تجاريا بداية العام الحالى، فإن أرقام الشركات المنتجة عن الأرباح تؤكد أنها ستكون خلال الفترة المقبلة بمثابة الدجاجة التى تبيض ذهبا. وبالتالى، فإن تقاسم دول أو شركات أخرى هذه البيضة الذهبية مرفوض بالنسبة لها، ولن تعدم الشركات العملاقة العثور على مبررات زائفة وستقوم بحملات دعائية كبرى لإقناع الحكومات بموقفها، وليواجه مصابو الدول الفقيرة مصيرهم المحتوم. مرحبا بكم فى عالم تحكمه رأسمالية لا تكذب ولا تتجمل بل تفرض شروطها.

[email protected]
لمزيد من مقالات عبدالله عبدالسلام

رابط دائم: