بينما بدأ المبعوث الأمريكى للقرن الإفريقى جيفرى فيلتمان، زيارة رسمية للخرطوم حول قضية سد النهضة والتوترات الحدودية بين السودان وإثيوبيا، عقدت قوى الحرية والتغيير فى السودان اجتماعا بالوفد المفاوض فى سد النهضة برئاسة وزيرة الخارجية مريم الصادق، حيث قدم الوفد المفاوض حيثيات موقف السودان من عدة جوانب.
وأجرى المبعوث الأمريكي، خلال زيارته، مباحثات مع رئيس مجلس السيادة ورئيس الوزراء ووزيرى الخارجية والرى والموارد المائية.
وكان فيلتمان قد أجرى مباحثات مماثلة فى القاهرة الأربعاء الماضى بشأن ملف سد النهضة الإثيوبي، وينتظر أن يزور أديس أبابا أيضا لذات الغرض.
فى الوقت نفسه، شددت الأطراف المجتمعة فى السودان فى بيان مشترك على الموقف الثابت فى الدفاع عن مصالح البلاد العليا وحقوقها الثابتة فى الحدود ومياه النيل وحقوق الأجيال القادمة فى الأمن المائى والتى لا تتحقق إلا بالتوصل لاتفاق قانونى وملزم حول ملء وتشغيل سد النهضة يراعى مصالح كل الأطراف.. وأكد الجانبان، قوى الحرية والتغيير فى السودان والوفد المفاوض فى سد النهضة،عدم قبولهما بـ»فرض سياسة الأمر الواقع والإضرار بالمصالح الحيوية للبلاد وتهديد وسلامة تشغيل المنشآت السودانية المائية والتأثير السلبى على قدرة الخرطوم على تنظيم السيطرة على الموارد المائية». كما شدد البيان على رفض تحويل السد إلى أداة للهيمنة والسيطرة ووسيلة سياسية لتعديل التوازنات الإقليمية لتحقيق اهداف تتجاوز الاهداف المعلنة للمشروع والمتمثلة فى توليد الكهرباء، مقراً بحقوق اثيوبيا فى الاستغلال الحالى والمستقبلى لمياه النيل وفقاً للقانون الدولى ومبادئ الاستغلال المنصف والمعقول لموارد المياه العابرة للحدود دون إلحاق ضرر ذى شأن بدول المصب، وأعرب البيان عن التطلع لـ»تحويل مشروع سد النهضة الاثيوبى إلى أساس لتعاون إقليمى إيجابى لتبادل المنافع». ودعا الجانبان الحكومة الإثيوبية إلى «تغليب صوت العقل والمصلحة المشتركة والعلاقات التاريخية بين شعبى بلدينا للتوصل إلى حل متفاوض عليه يفضى لاتفاق قانونى ملزم».
ومن جهتها، أكدت الدكتورة مريم الصادق وزيرة الخارجية السودانية ان البوصلة الاساسية فى مفاوضات سد النهضة هى مصلحة السودان أولا وأخيرا دون انحياز إلى أى طرف، وأوضحت انه فى حال اتفاقنا مع طرف يكون ذلك لمصلحة السودان وليس غير ذلك.
وقالت الوزيرة إنه على الرغم من فوائد سد النهضة، إلا أنه وفى حال عدم التوصل لاتفاق قانونى ملزم يضمن تحقيق تلك الفوائد قد يصبح هذا السد بمثابة سيف مرفوع على رقاب السودانيين. ومن جهته، قدم البروفيسور ياسر عباس وزير الرى والموارد المائية معلومات فنية تختص بسد النهضة من حيث الموقع والسعة وماذا يعنى تشغيل سد النهضة لخزان الروصيرص وكيف ان خزان الروصيرص يمثل المورد الاساسى لـ٧٠% من المياه المستخدمة فى الزراعة والكهرباء. وأكد عباس ضرورة وجود اتفاق قانونى ملزم لتبادل المعلومات اليومية لكيفية التشغيل، وذلك لضمان عدم تضرر اى طرف، وهو أساس اتفاق المبادئ الموقع فى عام ٢٠١٥ بالخرطوم من قبل الاطراف الثلاثة. ولم يخف الوزير عدم رضاه من طريقة تعاطى الجانب الاثيوبى حالياً فى المفاوضات لذلك طالب بوجود طرف رابع يتمثل فى مشاركة خبراء يعملون على تقريب الشقة بين اطرف العملية التفاوضية.
وفى أديس أبابا، قال وزير الدولة فى وزارة الخارجية الإثيوبية السفير رضوان حسين، أمس إن مخاوف السودان بشأن سد النهضة «يتم التعامل معها بشكل كاف». وأضاف الوزير أن «الطريقة العملية للخروج من المأزق بشأن محادثات سد النهضة تتمثل فى مواصلة وإنهاء عملية المفاوضات الثلاثية بين مصر وإثيوبيا والسودان».. جاءت تصريحات رضوان خلال جلسة عقدها مع سفراء مجلس السلام والأمن التابع للأمم المتحدة ودول أمريكا اللاتينية المقيمين فى إثيوبيا.
ودعا وزير الدولة إلى تعزيز دور المراقبين والخبراء، لمساعدة الكونغو الديمقراطية، التى ترأس لاتحاد الإفريقى وتقود المفاوضات حاليا، فى دفع المباحثات إلى الأمام.
وفشلت الجولة الأخيرة من المفاوضات التى توسط فيها الاتحاد الإفريقى فى أبريل الماضى فى إحراز تقدم.
رابط دائم: