كان الأستاذ مكرم محمد أحمد رحمة الله عليه، يزرع فيك شغفا دائما وحرصا كبيرا على السبق الصحفي لجريدتك، فأتذكر وقت أن كان مديرا للديسك المركزي، وفي ذاك الوقت في أواخر السبعينيات حين نجحت ثورة الكاسيت في طهران بخلع شاه إيران محمد رضا بهلوي، فلم يجد مفرا سوى الفرار هو وعائلته خارج البلاد، ولم يجد ملجأ سوى مصر، حين أمر الرئيس السادات باستقباله، لاسيما أنه كان مريضا بالسرطان، ورفضت أمريكا وأوروبا استقباله، لكن مصر استقبلته استقبالا يليق بإمبراطور، ومكث أياما بقصر القبة ثم ذهب إلى مستشفي المعادي العسكري، وتم تخصيص دور له في المستشفى له ولعائلته. في ذاك الوقت كنت محررا للشئون الطبية، وأتابع من خلال مستشفي المعادي أخبار المشاهير وكبار رجال الحكم من القارة الإفريقية والمنطقة العربية، وكنت أقدم إلى ديسك الأهرام في وقت متأخر من الليل آخر أخبار الشاه، وكان الراحل يتلقي مني الأخبار باهتمام شديد، وأبلغنى أن كل وكالات الأنباء العالمية تأخذ أخبارها من الأهرام في طبعتها الأولي، وبسبب ذلك اتصل مسئول كبير في الإعلام يطلب من الأهرام الكف عن أخبار الشاه في الصحف، لا سيما أن الإيرانيين حاصروا السفارة الأمريكية بطهران، واشترط الخميني للإفراج عن الرهائن أن يتم تسليم شاه إيران إلى طهران من القاهرة، لكن الأستاذ مكرم طلب مني الاستمرار في جلب الأخبار عن الشاه، وبرغم منعي من دخول المستشفى لكن كلمات الأستاذ مكرم لى وحماسته لنشر الأخبار.. جعلتني أتحايل لنشر أخبار الشاه في الأهرام. رحم الله الأستاذ الكبير مكرم.
لمزيد من مقالات وجدى رياض رابط دائم: