عن عمر يناهز 96 عاما توفي قبل أيام الشيخ حافظ سلامة أحد أبرز الأئمة الروحيين لمدينة السويس خلال الأيام العصيبة التي حاول فيها الإسرائيليون دخول المدينة الباسلة بعد قرار وقف إطلاق النار الذي أصدره مجلس الأمن يوم 22 أكتوبر عام 1973 وقد استثمر الرجل جيدا موقعه كخطيب لمسجد الشهداء في تعبئة المشاعر وحث المواطنين المقيمين في المدينة علي التعاون مع القوات المسلحة في التصدي لمحاولة احتلال السويس وتسجيل نصر مدو يعادل به الإسرائيليون هزيمتهم في حرب أكتوبر واندحار جيشهم الذي لا يقهر بعد تحطيم خط بارليف واختراق الساتر الترابي وعبور قناة السويس ورفع العلم المصري علي طول امتداد الضفة الشرقية للقناة من بورسعيد شمالا حتي بور توفيق وعيون موسي جنوبا.
إن الشيخ حافظ سلامة أدي دورا وطنيا يحسب له شأن كل أبناء محافظة السويس الباسلة جنبا إلي جنب مع قوات الجيش الثالث الميداني وأبطال منظمة سيناء الشجعان ولكن من الظلم للحقيقة أن يقال بأنه كان قائد المقاومة الشعبية في السويس والتي كان يقودها نخبة متجانسة من القادة العسكريين المرموقين في الجيش الثالث الميداني وفي منظمة تحرير سيناء وفي مكتب المخابرات الحربية بالسويس تحت قيادة العميد فتحي عباس ومعاونيه من ضباط المخابرات الحربية بمنطقة القناة!
وليس بمقدور أحد أن ينكر الدور الاجتماعي والخيرى الذي لعبه حافظ سلامة ولكن مهمة المقاومة الشعبية إلي جانب القوات المسلحة في معركة السويس كان لها رجالها وأبطالها وشهدؤئها وجرحاها وفي مقدمتهم أبطال المجموعة 39 قتال بالمخابرات الحربية الذين واصلوا مهمتهم بجسارة رغم استشهاد قائدهم إبراهيم الرفاعي عند منطقة سرابيوم قرب الإسماعيلية يوم 19 أكتوبر عام 1973 وكان اللواء فؤاد نصار مدير المخابرات الحربية فى أثناء الحرب يتابع المهام القتالية للمجموعة بنفسه وبشكل مباشر يوميا وبالذات في معركة السويس لكي يسد فراغ غياب الشهيد إبراهيم الرفاعي في نفوس رجال المجموعة.
وعذرا لأن قائمة أبطال معركة السويس تشمل عشرات من كبار قادة القوات المسلحة ورجال المخابرات الحربية والاستطلاع وأفراد منظمة تحرير سيناء وهؤلاء جميعا نحن نظلم تضحياتهم وعظيم عطائهم عندما نختصر المقاومة الشعبية في شخص الشيخ حافظ سلامة رحمه الله ولكنها ماكينة الإعلام للجماعة المحظورة التي تريد أن تختطف دروع البطولة من أصحابها الحقيقيين وتهديها إلي روح أحد أعضائها الذي كان ضمن أول مجموعة من الجماعة قرر الرئيس عبد الناصر الإفراج عنهم في ديسمبر عام 1967... والتاريخ تكتبه فقط الوثائق والوقائع المسجلة والمحفوظة ضمن وثائق حرب أكتوبر المجيدة!
خير الكلام:
<< لا أحد يكسب المجد بمجرد الكلام فالمجد حق مستحق لمن يسترخصون الحياة طلبا لعزة وكرامة الأوطان!
[email protected]لمزيد من مقالات مرسى عطا الله رابط دائم: