أنا سيدة فى الخمسين من عمرى، نشأت فى أسرة بسيطة لأب أرزقى، وأم ربة منزل، وأربعة أخوة انا أكبرهم، وقد أصبت فى صغرى بارتفاع فى درجة الحرارة، فأدى إلى إصابتى بشلل أطفال، وإعاقة بالقدم، ولم أحصل على أى قدر من التعليم، وكذلك باقى أخوتى، ومرت الأيام، وتزوج جميع أخوتى وصارت لهم حياتهم الخاصة، ثم تقدم لى شاب يعانى نفس ظروفى الصحية، وتزوجنا، وفرحنا بعد علمنا بأنى حامل، وانتظرنا قدوم طفلنا الأول، ولكن الفرحة لم تكتمل، إذ أصيب زوجى بارتفاع فى ضغط الدم، برغم عدم مرضه بالضغط، وتم نقله إلى مستشفى قريب من مسكننا، ومكث به عدة أيام، ثمّ رحل عن الحياة، وانتقلت إلى منزل أبى، ومعى ابنى، وعندما بلغ عمره ثلاث سنوات لاحظت بكاءه المتكرر، ووجود انتفاخ ببطنه، فتوجهت إلى المستشفى، وأجريت له أشعة وتحاليل أكدت إصابته بالفشل الكلوى، وأنه لابد من إجراء غسيل كلوى له، ونظرا لضعفه الشديد، فإنه يدخل الرعاية المركزة كثيرا، وكان الحل هو زرع كلية له، وتبرع اهل الخير لعلاجه، وأجريت له العملية، وهو فى عمر أربع سنوات، وتنفست الصعداء، وكان يوم التحاقه بالتعليم من أسعد أيامى، وللأسف بعد مرور عشر سنوات تجددت معاناته مرة أخرى، إذ عاوده انتفاخ البطن، مع نوبات إغماء متكررة، وعدت إلى نقطة الصفر، إذ أصيب بالفشل الكلوى وخضع للغسيل الكلوى من البطن لعدم وجود أوردة بجسمه، ويلازم الرعاية المركزة، وصار زرع الكلى أمرا ضروريا لإنقاذ حياته، وأناشد اهل الخير المساهمة فى إجراء الجراحة اللازمة له.
صفاء عبدالعزيز
رابط دائم: