من التقاليد الشعبية عند الأقباط أن اليوم الذى يصادف السبت الأول من مايو يُطلق عليه اسم «سبت النور» أو «سبت الفرح»، ففى هذا اليوم اعتاد الفلاحون الأقباط أن يحموا أنفسهم من الحيات والعقارب التى كانت تختبئ فى القمح، فانكشفت هذه الهوام لما انكشف القمح، وأصبح حصيداً، وفى ليلة «سبت الفرح» يجتمع الأقباط فى الكنيسة منذ منتصف الليل حتى الصباح الباكر، وفيها يردد الشمامسة الألحان الكنسية الممتزجة بالحزن والفرح أيضاً، لأن السيد المسيح فى القبر، ففى الحزن تتم الصلوات بنغمة الحزن، لكن على رجاء القيامة تتم الصلوات بنغمة الفرح، فالمشاعر فى تلك الليلة تكون غريبة جداً بين حالتى الحزن والفرح، كما أن الكنيسة رتبت قراءة «سفر الرؤيا» الذى يقع فى 22 أصحاحاً، وفيه سجل القديس يوحنا الحبيب ما رآه فى السماء من جمال روحى يفوق الوصف، وفى يوم الأحد الثانى من مايو يوافق «عيد القيامة» الذى يحمل بهجة كبيرة للمسيحيين، فقد انتهت فترة صوم 55 يوماً، ويبدأ الأقباط فى تناول الطعام الدسم، وعلى المائدة لابد أن يكون هناك طبق به بيض رمزاً للحياة الجديدة بعد القيامة، فكما يخرج الكتكوت حياً من غلاف البيضة، وهكذا خرج السيد المسيح حياً من ظلام القبر.
وفى يوم الإثنين يحتفل المصريون جميعاً بعيد «شم النسيم» الذى يبدأ الاحتفال به من منتصف ليل الأحد، ويحمل الناس شيئا يحمون به أنفسهم من البرد، كما يحملون معهم بعض الطعام، الذى قد يحتاجون إليه، وبعد أن ينتصف الليل اعتاد أقباط مصر فى الصعيد والقرى على أن يذهبوا للاغتسال بالماء فى النهر،
وهكذا أعتاد الأقباط أن يقدسوا هذا الأسبوع ويتفرغوا فيه للصلاة والعبادة الحقة، كما أن كثيرين منهم اعتادوا أن يتناولوا طوال هذا الأسبوع «الدُقة» مع الامتناع عن تناول الحلويات تماماً.. إنها تقاليد توارثوها جيلاً بعد جيل.
د. مينا بديع عبد الملك
أستاذ بهندسة الإسكندرية
رابط دائم: