طوال أيام شهر رمضان الكريم، يحتل مسلسل هجمة مرتدة صدارة الأعمال الدرامية، وبنجاح كبير للنجم الرائع أحمد عز والمتميزة هند صبرى، ومعهما كل نجوم المسلسل، ومنهم المتألق هشام سليم والقدير أحمد فؤاد سليم، قصة حقيقية من ملفات المخابرات العامة تكشف للجميع كيف يعمل هؤلاء الرجال فى الداخل والخارج على حد سواء، عيون الصقور لا تنام، فهى يقظة دوما لكشف من يتآمر ويخون هذا الوطن، يروى لنا العمل الدرامى ما يمتلكه جهاز المخابرات من أذرع طويلة وخبرة فى الرصد والمتابعة ووسائل الاختراق على كل المستويات، وبمنتهى الدقة، لتحقيق الهدف الذى يعملون من أجله وهو درء المخاطر، وإغلاق نوافذ الشر التى تستهدف مصر، وتظهر قوة هذا الجهاز بالوصول لمعلومات قبل أجهزة أخرى مثلما حدث فى 2008 من معرفة الأسماء الحقيقية لقيادات الإرهاب فى العراق، عمل هؤلاء الرجال لا يرتبط بأشخاص لأن مسئولية المخابرات العامة هى الدفاع والعمل لمصلحة مصر دون سواها.
ما حدث فى المنطقة العربية منذ غزو العراق عام 2003 من جانب الولايات المتحدة الأمريكية، كان تحت المتابعة والرصد، وكيف تتآمر الدولة الكبرى على العالم العربى، وتعمل على تفكيك الأوطان، بل ودعم الجماعات الإرهابية وتمويلها وتزويدها بالسلاح، لخلق حالة من الفوضى وعدم الاستقرار فى دول المنطقة، واستخدام التنظيمات الإرهابية ومنظمات المجتمع المدنى الممولة والعميلة فى تنفيذ هذا المخطط الإجرامى، والدور الذى لعبته قنوات الجزيرة وبي. بي. سى وغيرهما من الإعلام المعادى فى الضغط على المؤسسات المصرية والترويج للشائعات لإيجاد حالة من عدم الاستقرار، مع دور المنظمات الممولة فى تلقى التدريبات فى الخارج ـ صربيا ـ على حرب اللا عنف وإسقاط الدول من داخلها بدون الحاجة للجيوش ـ وهى الخطة التى نفذت فى يناير 2011، وسبقتها بروفة أحداث المحلة المفتعلة فى أبريل 2008 والتى كانت بداية تنفيذ مخطط إسقاط مصر من خلال العملاء ممن تلقوا التدريب والتمويل الخارجي.
عمل درامى من ملفات المخابرات العامة فى هجمة مرتدة، واختار الفنان أحمد عز هذه القضية المثيرة التى مازلنا نعيش فصولها على الأرض، وعادة يكون لهذه النوعية من الأعمال الدرامية زيادة فى وعى الناس، وكشف ما حدث ضد وطنهم، وما سوف يحدث، لكى ينتبه الجميع للأشخاص الذين تآمروا على مصر من أبنائها وقبضوا ثمن الخيانة، أدوار هؤلاء الحقيقية يتم تناولها بتغيير أسماء من تآمروا، ومازالوا يعيشون وسطنا، ومنهم الهاربون خارج البلاد، وبعضهم داخل السجن، وحدد «هجمة مرتدة» جزء من خيانة جماعة الإخوان الإرهابية، وتنسيقها مع الأجهزة الاستخباراتية الاجنبية، ودور حركة 6 أبريل الإرهابية لإحداث الفوضى فى مصر، والتى نفذت فى يناير 2011،
لم تترك الجماعة الإرهابية أى فرصة إلا وتقوم باستغلالها للسطو على الحكم، فعلوها فى يناير 2011، ومازالوا يخططون ويتآمرون ويخونون، وسرقوا وثائق تمس الأمن القومى وباعوها وتخابروا مع الدول المعادية والتنظيمات الإرهابية والأجنحة العسكرية المسلحة لانتهاك سيادة الأراضى المصرية، واقتحامها، وكشف العمل الدرامى الدعوات التى روج لها مجموعات من الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعى لفوضى 25 يناير، واستغلال الغضب ورصد المخابرات العامة تنفيذ مخطط الفوضى الخلاقة التى أعلنت عنه كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة عام 2005، وتجهيز مراكز حقوقية ومحطات إعلامية وأحزاب لتهيئة المناخ لهذه الفوضى مع تجنيد الإررهابيين وارسالهم من العراق إلى سيناء. للمشاركة فيما خططوا له ضمن مؤامرتهم الكبرى، كل ذلك كان مرصودا بالصوت والصورة فى الداخل والخارج، وصمود مصر ونجاحها فى هدم تلك الخطة المحكمة جعلها اليوم فى مكان يزعج من أداروا وتورطوا فى التآمر علينا، لكن المخطط لم ينته بل ينفذ بأدوات ودول وطرق مختلفة، كل التحية للصقور التى ترصد وتجهض وتكشف وتفضح الممولين والمتآمرين، مهما تحدثنا عن بطولات رجال المخابرات العامة فلن نوفيهم قدرهم، فما يعرف ويعلن لا يقارن بما ينجز من خدمات وتضحيات هدفها مصلحة مصر وشعبها.
لمزيد من مقالات أحمد موسى رابط دائم: