رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

النفس «الزكية»

بريد;

إن تزكية النفس أمر عظيم، فبها تكون النجاة ويتحقق الفلاح، وبضدها يكون الخسران المبين، وعنها يتحدث الله تبارك وتعالى قائلا: «وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا، فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا، قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا، وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا» (الشمس 7 ـ 10)، فالنفس كالخيل الجامحة إن لجمتها بالعقل والحكمة والموعظة، نجوتَ ونَجَت وإن أرخيت لها لجام الهوى، هلكتَ وهَلَكت، وكم هى خطيرة تلك النفس لما لها من تأثير على حياة الإنسان ومصيره فى الآخرة، فقد اتفق العلماء على أن النفس قاطع وحاجز بين القلب وبين الوصول إلى الرب، وأنها لا تستطيع أن تصل إلى مرضاة الله عز وجل والنجاة يوم القيامة إلا بعد تهذيبها والسيطرة عليها. 

وجهاد النّفس لا يكون محمودا إلا إذا غلبَ هواها، وهو مقدم على جهاد العدو، فإذا لم يجاهد المسلم نفسه، لتفعل ما أمرها به الله، وتمتنع عمّا نهاها عنه لن يتمكن المسلم من جهاد العدو، وكم نحن فى حاجة ماسَّة إلى إعادة تربية وتزكية وبناء أنفسنا، وتأسيسها على تقوى الله ورضوانه، فلقد أصبحت الحاجة إلى ذلك أشد من الحاجة إلى الطعام والشراب والكساء، لكثرة الفتن والمغريات وأصناف الشهوات والشبهات، ومن مؤشرات الحاجة إلى تزكية النفس الكسلُ عن بعض الطاعات، وفقدان لذة العبادة وحلاوة الإيمان، فتفسق النفس وتهمل وتستثقل العبادة عندما تفتر عن الطاعات شيئا فشيئا، وكذلك استمراء النفس خصالها المذمومة، كالكبر والحقد والحسد والغرور.. أما عن مراتب النفس ودرجاتها، فهناك «الأمارة بالسوء، اللوامة، والنفس المطمئنة»، ثم اعتراف النفس بعيوبها، يليها جهاد النفس ضد المعاصى والآثام، ثم العمل على تنميةُ الصفات الطيبة ورعايتُها حتى يكون لها الغلبة، وأخيرا عليك الدخول إلى الله منكسرا مفتقرا إليه فاتحا قلبك بالندم وعيناك بالبكاء، رافعا يد الضراعة بالدعاء والأمل فى رحمته وعونه، حيث يقول تعالى: «الَّذِينَ آَمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ» (الرعد - 28). 

د. رجب إسماعيل مراد 

أستاذ بجامعة مطروح 

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق