تأملات سياسية
سينما من أجل الإنسانية

مساء الأحد الماضى تم إعلان جوائز الاوسكار وحصل سير انتونى هوبكنز على جائزة أفضل ممثل وتم توزيع عشرات الجوائز فى حفل أقيم فى مكان غريب جدا الا وهو محطة قطارات فى لوس انجيلوس. تم اختيار المكان تخليدا لمحطة القطارات التى ظهرت فى 200 فيلم من إنتاج هوليوود، هكذا يتم تقدير الأماكن فى ذاكرة البشر، المكان الذى عمل فيه المئات بل الآلاف ممن ينتمون إلى صناعة السينما يتم تخليدها لأن السينما هى جزء من الذاكرة الجمعية للإنسانية بدءا من القرن العشرين. لم يكن المهم هو تجسيد الأزياء العارية للفنانات ولا الجمال الفاتن ولكن الأهم تقديم رسائل للإنسانية لكى تكون أكثر رحمة وأكثر عدلا وأكثر مساواة. فى جوائز هذا العام تم تقديم جائزة أفضل ممثل إلى سير أنتونى هوبكنز عن فيلم الأب لكى تسجل الأكاديمية تقديم جائزتها إلى أكبر ممثل فى تاريخها يحصل على جائزة 83 عاما فى إشارة واضحة إلى الاحتفاء بكبار السن فى صناعة السينما بالضبط مثل الاحتفاء بصغار السن من الشباب وتشجيعهم. أيضا للمرة الأولى تحصل امرأة وآسيوية على جائزة أفضل مخرجة سينمائية وهى كلو زاو فى إشارة واضحة إلى عدم التمييز بين البشر بسبب اللون أو بسبب الأصل بيضاء أمريكية شقراء أو خلافه، المهم هو العمل وجودته ومضمونه. السينما الأمريكية ليست فقط عنفا وقتلا ولكنها ضمير إنسانى راق مجسد فى أعضاء الأكاديمية الذين يصححون مسيرتها من عام لآخر. السينما فى مصر تستحق أيضا الاهتمام الواجب فمن خلالها أكدت مصر رسالتها وإبداعها فى القرن العشرين وتستحق أيضا المزيد من الاهتمام فى القرن الراهن.