كشفت حوادث الطرق والقطارات الأخيرة – وكلها بسبب الرعونة والإهمال – أننا فى أمس الحاجة لرؤية جديدة، نغير فيها من أنفسنا، ونثور على التخاذل والكسل والإهمال والتواكل وفقدان الهمة والطموح، ونعيد صياغة أفكارنا ونظرتنا إلى الحياة برمتها، وأن نكف عن إلقاء اللوم على الظروف والقدر، ففى داخل كل منا طاقة مكبوتة وإمكانات يمكن لكل إنسان أن يغير بها وجه العالم، وقد وهبنا الله العقل والإرادة، ولا يبقى سوى أن يحسن الفرد استغلال قدراته ويوجهها فى مسارها الصحيح، أن يضع الفرد لنفسه أهدافا ويسعى لتحقيقها، أن يقبل بالآخرين، وأن يقبل التعاون معهم، أن يخرج كل منا من بيته وقد اتخذ القرار المهم: أن يفعل الشيء الصحيح كما ينبغى له أن يكون، وأن يتقن كل منا عمله الموكل إليه حق اتقانه، حتى ولو كان هذا العمل بسيطا كربط مسمار أو صامولة فى مصنع أو ورشة، أو نقل أشياء من موضعها إلى موضع آخر، وألا يستهين بصغائر الأمور، فهذه الأعمال البسيطة إذا أهملت يمكن أن تهزم أمة أو تبنى مجتمعا ناهضا يؤدي ما هو أصعب بالاتقان والتنظيم، وأن يعلم كل منا أن للناس عليه حقا ينبغى أن يؤديه إليهم، وأمانة معلقة فى مسئوليته وهى ألا يضار بعمله أحد، وألا يضار من لسانه أحد، وأن الله لا يحقق سعادة المتخاذلين والمستهترين والمتواكلين، بل يحقق سعادة الذين يعرفون قدراتهم ويتوكلون ولا يتواكلون، وفى الحديث أن المؤمن القوى خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف، ومن عناصر القوة إيمان الإنسان بما يفعل.
لمزيد من مقالات فوزى عبد الحليم رابط دائم: