فى خضم صراعات الحياة وأطماعها، انفرط عقد المودة، لم تعد حباته من الألفة والحب والتواصل، ذلك المثلث المعهود داخل الإطار الأسري، بل غلب الشجار والجدل وتباعد الأشقاء، وتراكمت الضغائن بالنفوس، فلم يعد الأشقاء عونا وسندا، تناثرت روابط الأخوة، ليحل محلها الشقاق والتناحر والدم، لوحة حزينة حية من الواقع، لإخوة كانوا كذلك، وذهبوا بلا عودة، فى فعل يستدعى للأذهان ذكرى أول جريمة قتل وقعت على الأرض، بين أخوين.
كانت الخلافات قد عرفت طريقها بين أفراد الأسرة، بعدما علموا بما سيؤول له الميراث، وبدت خيوط الخصومة والعداوة تتشابك شيئا فشيئا فيما بينهم، وامتدت نيران الفتنة الحمقاء بين الزوجات، وتكاثفت غيومها، لتسيطر على كل أفراد الأسرة، فكثرت الخلافات والمنازعات، وأوغل التوحش فى القلوب، وأصبح الأهل داخل منزلهم كالأغراب، بعد أن انتشر القيل والقال، وطغى سوء الظن، وباتوا يتربصون ببعضهم البعض، فى حرب لم تعد خفية.
فى اليوم المشئوم، انطلقت الشرارة ليتجدد الخلاف مرة أخرى بسبب الزوجات، وما دار عنهم من حديث، تدخل على إثره الأزواج، ليتحول الموقف إلى واقع متأزم، والبيت لساحة قتال، بعدما تصدى الأخ لزوجة أخيه، ليشعل فى الآخر فتيل الرغبة بالانتقام، لتنشب بينهم معركة دموية حامية، انهال فيها الشقيق ضربا على شقيقه الأصغر، ثم قاموا بطعنه، ليسقط قتيلا مضرجا فى دمائه.
رابط دائم: