رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

مع الاحتفاء بالذكرى الـ 35 لرحيله..
«رمضانيات» صلاح جاهين ضحك ونقد وفن وحب

كتبت ــ يسرا الشرقاوى
صلاح جاهين

مع حلول الذكرى الـ35 لرحيله فى 21 أبريل 1986، يدرك محبو الشاعر والفنان صلاح جاهين أكثر من أى وقت مضى أنه صاحب تأثير يزداد رسوخا فى عدة مجالات، وأبرزها التراث الفنى والفكرى لشهر رمضان الكريم.

فهو صاحب أشعار الفوازير التليفزيونية الأولى مثل «عروستى» و«الخطبة»، وهو صاحب سيناريو مسلسل «هو و هى»، من أوائل الأعمال الدرامية التى قامت على حلقات منفصلة متصلة وباتت من كلاسيكيات الدراما الرمضانية. كما أنه صاحب الأعمال الكاريكاتيرية التى تناولت الكثير من سمات شهر رمضان بالنقد حينا والحب حينا والسخرية الممتعة أحيانا أخرى. رمضان كان حاضرا دوما فى كاريكاتير جاهين الذى نشرته «الأهرام» طوال فترة عمله بها، وذلك من بدايات 1964 وحتى وفاته فى 1986.

وكانت ذروة هذا التزاوج ما بين كاريكاتير جاهين وقضايا رمضان عبر سلسلة «رمضانيات» التى برزت فى الأعداد «الأهرامية» الصادرة فى رمضان 1983، والذى كان يوافق الفترة بين 12 يونيو والعاشر من يوليو. وإذا ما طالع القارئ بعض ما أبدعه جاهين، ابن حى شبرا المولود فى 25 ديسمبر 1930، فى «رمضانيات»، سيجد مثلا، وبتاريخ 15 يونيو 1983، بعد ثلاثة أيام من بداية الشهر الفضيل، احتفاء بابداعات «الفوازير» التليفزيونية فى هذا الوقت وكيف باتت جزءا لا يتجزأ من «النسيج» الرمضانى.

فنجد فتى يقوم بتذكر شهور السنة ميلاديا وهجريا، فيقول: «شهور السنة ديسمبر ويناير وفبراير وشعبان وفطوطة». وفى لفظة «فطوطة» إشارة إلى الفوازير التى أبدع الفنان القدير سمير غانم فى تجسيدها اعتبارا من عام 1982 ولمدة ثلاثة أعوام.

ومن «رمضانيات» 1983، كانت لوحة أهداها جاهين إلى رفيقه المبدع سيد مكاوى الذى يشاركه تاريخ الرحيل نفسه، إذ غادر مكاوى الدنيا فى 21 أبريل 1997. فجاءت اللوحة الكاريكاتورية تحمل تجسيدا لمكاوى فى دوره كمسحراتى مصر والذى اضطلع به بالمشاركة مع الشاعر فؤاد حداد اعتبارا من الستينيات إذاعيا. وانتقل بها إلى التليفزيون فى عام 1983، فجاء حضور مكاوى فى لوحة جاهين ومعه سيدة مصرية الملامح والهيئة تحييه منشدة: «يا يا يا يا مسحراتى».

وكان للمسحراتى حضور آخر فى واحدة من لوحات «رمضانيات»، إذ جسد جاهين مشهدا فكاهيا لعراك بين اثنين من المسحراتية حول حق استخدام الإيقاع الشهيرة «طم طم طم طم». فرغم أنه فيلسوف الفن المصرى، إلا أن جاهين لم يغفل أبدا أن الغاية الأولى من الكاريكاتير هى الإمتاع ورسم بسمة على الوجوه.

كانت «رمضانيات» تطورا لأعمال جاهين الكاريكاتورية التى طالما تناولت جماليات وسلبيات السلوكيات فى «رمضان» وذلك على مدى سنين سابقة. فيجد القارئ مثلا فى كاريكاتير نشرته «الأهرام» بتاريخ الثالث من فبراير 1963 تحت عنوان «تأملاية كاريكاتورية فى المسألة الياميشية»، يقدم جاهين مشهدا من داخل مصحة لعلاج الإدمان، فيما ينصح أحد النزلاء بحل جذرى لأزمة الإقبال المبالغ فيه من جانب المصريين على شراء «ياميش رمضان»، فيقول: «وبدل الحكومة ما تروح تجيب لهم الياميش ده، ما تعالجهم هنا وخلاص». كما انتقد العم جاهين فى كاريكاتير آخر بتاريخ 6 سبتمبر 1975، تحول التليفزيون إلى الشغل الشاغل للصائمين فى رمضان.

وكانت هذه لوحات كاريكاتورية قدمها جاهين قبل عقود ونشرتها «الأهرام»، ولكنها مازالت تنطق بلسان حق عن واقع رمضان وأهله فى مصر عام 2021.

«2 صباحا» .. تحية العم صلاح

بتاريخ الثانى من فبراير 1963، بعد شهور قليلة من انضمامه إلى أسرته، نشرت الأهرام لصلاح جاهين إحدى أهم القصائد التى قدمها فى توثيق ارتباط المصريين برمضان وروحانياته وعاداته، وتقول القصيدة التى حملت عنوان «2 صباحا» :

 

النـور ملـو الشـــوارع ،

ومليون راديو والــع ،

السـاعـة اتنين صبــاحـا،

لـكين إيه المــوانــع!

الخـلق رايحـه جـاية،

والـدنيا لســة حـيه ،

مليانــه بـالهـــأو أو ،

وزعيق القهــوجية

واحــد يقــول لواحـد:

خـليك يا عــم قـاعـد ،

التانى يقـول لـه :

شــكرا ،

ده أنــا م المغـرب مواعـد ،

فيه ســهرة لســه عنـدى ،

فى بيت فـــلان افنــدى ،

ح نـاكــل حـاجـة حلوة ،

ونشـرب تـمـر هنــدى ..

واللـى تـروح دالقـه جـردل ،

فـوق حضــرة المبجــل ،

طـبعا صـاحبنـا يزعــل ،

وينفجــر شــتايم …

والحـى كلـه يوصـــل ،

مــابين مصــلح ولايم ،

اللــى يقـــــــول : يا جــمــاعــة …

واللـى يقـول : يا بهايم ..

ومطـــرب الإذاعـــة ،

يصـرخ ، وف وجده هايم ..

ولو طـرطـقت ودنــك ،

فى وسـط دى الـعظـايم ،

تســـمع مسـحراتــى ،

بـطـبله صــوتها واطـى ،

بيقـــــول : اصحى يا نايم.

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق