رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

«جوا الحلة» أول كتاب للطبخ بطريقة برايل

إيمان الحسينى

بعد عام كامل من البحث والدراسة والتواصل مع جمعيات رعاية المكفوفين والاستعانة بخبرات منهم أطلقت الدكتورة إيمان الحسينى كتابها الجديد «جوا الحلة..وصفات طبخ بطريقة برايل» هو الكتاب الأول من نوعه فى مصر لتعليم فنون الطهو للمكفوفين أعدته أستاذة الترميم السابقة بكلية الآثار والإرشاد السياحى بمشاركة شقيقتها «إسراء» مصورة الفوتوغرافيا كما تستعد لإطلاق أول تطبيق من نوعه لتعليم فنون الطهو أونلاين مستعينة فيه بخبرات من المكفوفين فى التكنولوجيا.

وتقول د.إيمان ان الطبخ هو هوايتها الأولى وكانت البداية بإطلاق مدونتها «جوا الحلة» تقدم فيها وصفات الطبخ المتنوعة وبعد ان لقيت المدونة نجاحا فكرت فى الاستفادة من هذه الهواية لخدمة المجتمع فقد اعتادت منذ سنوات طويلة على المشاركة فى العمل الخيرى وكانت تريد استغلال هوايتها لخدمة المكفوفين ومعاونتهم على الاعتماد أكثر على أنفسهم خاصة أن احد معارفها عانى كثيرا بعد وفاة والدته التى كانت ترعاه.

فكانت تريد تقديم خدمة حقيقية تسهل حياة المكفوفين وكانت الفكرة تراودها منذ فترة طويلة فأثناء زيارة لإسبانيا لاحظت أن إشارات المرور تطلق أصوات العصافير عند تبديلها وعندما سألت عن السبب كانت الإجابة بأنها من أجل المكفوفين ليسهل عليهم عبور الشارع دون الحاجة لمساعدة فتواصلت مع جمعيات المكفوفين ومجموعاتهم على «السوشيال ميديا» وعرضت فكرتها ووجدت ترحيبا كبيرا خاصة أن اغلبهم يعانى عدم قدرتهم على إعداد الطعام لأنفسهم ومضطرون للاعتماد على أشخاص آخرين ويضايقهم هذا الشعور ولذلك بدأت على الفور فى الدراسة عن مجتمع المكفوفين وقدراتهم والحواس البديلة التى يعتمدون عليها.

فى البداية أطلقت مبادرة الوصفة مسموعة تشرح فيها خطوات الطبخ اعتمادا على حواس اللمس والتذوق والرائحة والصوت عندما لقيت الفكرة إقبالا كبيرا فكرت فى تحويل الوصفات إلى كتاب مطبوع بطريقة برايل ويضم الكتاب أيضا إرشادات السلامة بالنسبة للمبتدئين مثل الطريقة الصحيحة لإشعال الموقد واستخدام السكاكين وطريقة ترتيب أدوات المطبخ بحيث تكون فى متناول يد المكفوف وكيفية التمييز بين المقادير وبعضها اعتمادا على الرائحة والملمس والطريقة الآمنة للتعامل مع الزيوت فى أثناء التحمير وإشعال الفرن والتعامل الصحيح مع كل وصفة وتقول: نستعد حاليا لإطلاق تطبيق على الهواتف الذكية هو الأول من نوعه لتعليم فنون الطهو للمكفوفين بالإضافة الى إقامة دورات تدريبية للمكفوفين وتأهيل البعض منهم للعمل مدربين لزملائهم

هبة زين العابدين شابة مكفوفة سنها 23 عاما_ خريجة ألسن عين شمس قسم اللغة الايطالية تصف نفسها بأنها أستاذة فى الطبخ لا تستعصى عليها وصفة من المحاشى بأنواعها إلى الباشميل حتى الكنافة بالنوتيلا وتقول: ساعدتنى ظروفى وثقة والدتى على إتقان فنون الطهو بالكامل لكن الكثير من المكفوفات لا يستطعن العناية بأنفسهن لانهن لم يتعلمن ذلك وانا أريد أن أساعدهن على التخلص من رهبة المطبخ وتحمست لمبادرة الدكتورة إيمان الحسينى وأردت ان أكون إحدى المشاركات فيها كى نوصل رسالة للمجتمع إن المكفوف شخص عادى يستطيع ان يقوم بكل شيء بشكل طبيعى وتعتمد هبة فى الطبخ على حاسة الصوت فى المقام الأول ثم الرائحة فهى عن طريق الصوت تستطيع تحديد إن كان البصل تم تحميره أم لا وتعتمد على الرائحة لتعرف ان كانت الفراخ «البانيه» أصبحت جاهزة أم تحتاج لبعض الوقت وتقول المكفوف لديه قدرات هائلة على استخدام حواسه الأخرى كأنه يرى بالفعل لكن أغلب الناس يتعاملون معه على انه يحيا فى الظلام الدامس ولا يمكنه أن يفعل شيئا وينظرون له نظرة عطف وشفقة وهو أكثر ما يجرح ويؤذى مشاعر المكفوف.


هبة زين العابدين أثناء التدريبات

رابط دائم: 
اضف تعليقك
البريد الالكترونى
الاسم
عنوان التعليق
التعليق