إن توجه الدولة إلى تطوير القرى خطوة غير مسبوقة، وهناك وضع قديم فى الكثير من هذه القرى وهى الشوارع المسدودة والتى جعلت منها كيانات منغلقة على نفسها، وهذا الوضع العجيب يرجع إلى مئات السنين، حيث لم تكن هناك أجهزة تتصدى للجرائم المعروفة فى هذه العصور الماضية، ولذلك كانت كل عائلة تغلق الشارع أو الدرب على نفسها خوفا من أى أخطار قادمة.
وهذا الوضع الخانق لا يتناسب الآن مع نظام البناء الحديث كما أنه غير مقبول حضاريا.
ومن خلال مشروع التطوير الجارى تنفيذه، يمكن إجراء جراحة لهذه الشوارع المسدودة حتى تنفتح هذه الشوارع على بعضها كما يلي:
أولا: إزالة بعض المبانى القديمة، إما بتعويض أصحابها بمبالغ مناسبة، أو نقل سكانها إن وجدوا إلى الوحدات السكنية فى المدن الجديدة المنتشرة فى جميع المحافظات، وهذا يؤدى إلى تعمير هذه المدن وانتعاش الحياة فيها.
ثانيا: ضمان توصيل المرافق كالكهرباء والمياه والصرف الصحى والغاز الطبيعى بسهولة وتكلفة أقل وإصلاح الأعطال بأيسر الوسائل.
ثالثا: التحرك السريع للخدمات الأمنية، من إسعاف وشرطة ومطافى فى حالات الطوارئ ووقوع الحوادث والإقلال من الأضرار الناتجة عنها.
رابعا: فتح الشوارع يؤدى إلى سريان تيارات الهواء مما يخفف من موجات الحرارة، ويتيح مساحة أكبر من سطوع أشعة الشمس وهذا يرفع المستوى الصحى للبيوت، وخفض معدلات الأمراض.
خامسا: فى الشوارع المفتوحة تشجيع للسكان على إقامة مشروعات حرفية تدر دخولا للأسر وتغير الأوضاع الاقتصادية فيها.
سادسا: هذه الشوارع المفتوحة تحقق الاستقرار للأسر للبقاء فيها وبالتالى لا تفكر ولا تسعى إلى البناء على الأراضى الزراعية وظهور بؤر سكانية جديدة.
سابعا: إن أعمال التطوير بوجه عام، سوف تغير وجه الريف وهذا يؤدى إلى شعور المواطن فى القرية بأنه يعيش فى بيئة صحية تقوم على علاقات إنسانية أكثر انفتاحا وانسيابا، وأيضا نشاطا وإنتاجا.
ماهر فرج بشاى الدويرى
رابط دائم: