رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ثلاثية المواطنة والإبداع والإنتاج

يُمثل الأطفال جزءًا من الحاضر، وهم يُمثلون أيضًا الجانب الأكبر من المستقبل، فبعد وقت يكبرون ويتقلدون المسئولية وصناعة القرار فى كل موقع، الأمر الذى ينبهنا إلى ضرورة العناية بتربية الأطفال وتنشئتهم من أجل أن يكونوا مواطنين صالحين، يعملون من أجل الخير العام وتحقيق المصلحة العامة. فى هذا الإطار نطرح ثلاثية تربية الأطفال، شباب المستقبل، وتنشئتهم على المواطنة والإبداع والإنتاج.. أولًا التربية على مبدأ المواطنة: الذى يعني- بشكل مختصر وبسيط- المشاركة والمساواة فى الحقوق والواجبات دون تفرقة أو تمييز، ومن ثم احترام التعددية والتنوع وقبول الآخر المختلف، والإيمان بقيم الحوار والمسئولية الاجتماعية. هنا، وحسب الدكتور نبيل صموئيل فى دراسته “الطفل والمواطنة”، فإن دور مؤسسات التنشئة الاجتماعية يتمثل فى تربية الأطفال وإعدادهم بحيث يكونون قادرين على الفهم والإدراك والتمييز والاختيار، التعبير عن أنفسهم بحرية وطلاقة دون خوف أو قيود، المشاركة والتفاعل مع مجتمعهم وبيئتهم المحيطة بهم، وبناء قدراتهم على المبادأة بالتوظيف الذاتى.

ما يمكن تحقيقه من خلال ممارسات وأنشطة جماعية، فنية ورياضية وثقافية وأدبية وإعلامية وكشفية..، يمارسها الأطفال مع أقرانهم فى البيت والحضانة والمدرسة..، ويمكن الرجوع هنا إلى إسهامات متميزة تناولت كيفية ترسيخ مبدأ المواطنة عند الأطفال منها مثلًا رينيه فايز: أطفال يقبلون الاختلاف. ثانيًا التربية على الإبداع: ذلك أنه تبرز حاجة ملحة وضرورية إلى الاهتمام فى مرحلة الطفولة بالعمل على تنمية الطفل(ة) وقدراته العقلية، وتنمية روح الإبداع والابتكار، عبر تقديم الأساليب والوسائل التى تُسهم فى تنمية الإبداع والخيال لدى الأطفال، منذ مرحلة الحضانة، مرورًا بالمراحل الدراسية المختلفة (الابتدائية والإعدادية والثانوية)، حتى يشب الأطفال وهم يمتلكون القدرة على الابتكار..، فيكونوا أطفالًا موهوبين ومتفوقين ومبدعين عباقرة وأذكياء. وحسب الدكتور أحمد زايد، فى دراسته التنشئة الاجتماعية وتنمية الأطفال فى البلدان العربية، فإن للإبداع مجموعة من الأبعاد السلوكية تتمثل في: استكشاف الفرص الإبداعية، توليد الأفكار الجديدة والمبادرات التى تهتم بالتغيرات، التحقق باستخدام الوسائل العلمية، التحدى من أجل تقييم الأفكار، تطبيق الفرص الإبداعية وتصحيح المسارات.

ثالثًا التربية على الإنتاج: حيث تواجه المجتمعات العربية فى الوقت الراهن الكثير من المشكلات والتحديات، ربما فى مقدمتها مشكلة سيادة النمط الاستهلاكى على حساب النمط الإنتاجى، حيث يسود النمط الاستهلاكى معظم الشعوب العربية، هنا لا بد من وقفة جادة وحقيقية للتحول إلى النمط الإنتاجى، من خلال التوعية بضرورة ترشيد الاستهلاك، وأن يتحول الطفل(ة) مع الوقت، وحين يكون الشاب والرجل أو المرأة فى المستقبل، من مواطن مستهلك إلى مواطن منتج (Producer)، ومن مواطن مفعول به إلى مواطن فاعل ونشيط (Active)، الأمر الذى يدعو إلى ضرورة العناية ووجوب الاهتمام بالتربية على الإنتاج فى مختلف المجالات الإنسانية وحقول المعرفة.

من هنا تأتى الأهمية المجتمعية لمبادرة وزارة الثقافة الخاصة بإطلاق جائزة الدولة للمبدع الصغير، وهى جائزة ترعاها السيدة انتصار السيسى، وقد تم استحداثها مؤخرًا بهدف النهوض بالفنون والآداب، فى فروع القصة، الشعر، المسرحية، مسرحية قصيرة الرسم، آلات وترية وهى آلة الكمان، التشيللو، الغناء، بالإضافة إلى فرع التطبيقات والمواقع الإلكترونية، وفرع الابتكارات العلمية.

وختامًا هى رسالة إلى كل مسئول عن تربية الأطفال وتنشئتهم، من الآباء والأمهات والمدرسين والمدرسات، وغيرهم: لا تقتلوا روح الإبداع فى نفوس الأطفال، بل شجعوهم وحفزوهم وساعدوهم بشتى الطرق، لنرى فيهم المعلمة «الأمين والطبيبة» الماهر والمهندسة «البارع والفنانة» المتميز والإعلامية «المثقف والصانعة» المحترف..، وفى المجمل نراهم مواطنين صالحين فى كل موقع يوجدون فيه ويؤثرون من خلاله فى تشكيل العقول وبناء الوعى المجتمعى، ما ينهض بالوطن ويعزز من وضع مواطنيه.


لمزيد من مقالات د. رامى عطا صديق

رابط دائم: