أخيرا تقرر وقف عرض مسلسل أحمس الذى يحمل اسم «الملك»، بعد أن ظهرت أخطاء جسيمة فى أحداث وشخصيات المسلسل رغم وجود فنانين كبار، ولا أحد يعلم مصير المسلسل الذى تعرض لانتقادات كثيرة.. وكان عالم الآثار د. زاهى حواس، قد صرح بأن أحداث المسلسل وشخصياته تتعارض تماما مع حقائق التاريخ وأن أحمس المسلسل غير أحمس الحقيقة وأن المسلسل فيه إساءة لتاريخ ملك من ملوك مصر العظام وواحد من أبرز رموز الفراعنة.. بعد انتقادات د. زاهى تقرر التخلص من المسلسل وإلغاء عرضه بعد تصويره فى أكثر من مكان.. إن هذا التخبط والارتجال فى إنتاج أعمال تاريخية تتناول مراحل مهمة من تاريخ مصر وتنفق عليها مئات الملايين من الجنيهات ولا يستعان فيها بالخبرات الحقيقية خسارة مادية وأدبية.. إن مثل هذه الأعمال لابد أن تراجع فيها الأحداث التاريخية من خلال أساتذة متخصصين أمثال زاهى حواس ولدينا مراجع تاريخية كثيرة يمكن الرجوع إليها ومنها موسوعة د.سليم حسن.. ولا ادرى ماذا يفعل المشاركون فى هذا المسلسل الذى تقرر التخلص منه؟! وهل حصلوا على أجورهم كاملة؟ وماذا عن الجهد والتصوير والإحباط وعدم الجدية.. قد لا يعرف البعض أسماء الكتاب الكبار الذين كتبوا أعمالا مثل الرسالة وعمر المختار ومنهم توفيق الحكيم وعبد الرحمن الشرقاوى والمخرج الراحل مصطفى العقاد.. إن التخبط فى مثل هذه الأعمال التاريخية كتابة وتمثيلا وأحداثا وإنتاجا يعد تقصيرا فى حق أجيال نقدم لها أعمالا تسيء لأهم مراحل تاريخنا.. هناك ملاحظة لا بد ان نتوقف عندها إن مثل هذه الأعمال التاريخية تحتاج إلى قدرات فنية وثقافية على درجة عالية من الكفاءة والتميز.. إن إحراق مسلسل والتخلص منه شىء مؤسف للغاية وفيه إساءة لتاريخ ورموز الدراما المصرية.. قليل من الوعى والفهم والدراسة يجعل الأشياء أفضل.. إن الأعمال التاريخية من أصعب الأعمال الفنية كتابة وتمثيلا وإنتاجا وإخراجا وهى تحتاج إلى قدرات خاصة لا تصلح معها مسلسلات الفن الهابط والغناء الرخيص لأن قدسية التاريخ ينبغى ألا تهان.
[email protected]لمزيد من مقالات فاروق جويدة رابط دائم: