لعلها الصدفة التى قادتها نحو رحلة غير مرتبة إلى أرض سيناء، لتتوالى تفاصيل الجولات والمزارات فتنسج حولها كل الخيوط بإحكام، وتجد ما يتلاحم ويتصاعد مع محتواها الإنسانى وبحثها الدائم عما يعكس أفكارها وأحلامها
.................
كل هذا قدمته لنا الفنانة راندا فؤاد فى معرضها بقاعة صلاح طاهر تحت عنوان «طوى...أرض النور» وهى أرض سيناء التى ذكرت بالقرآن الكريم «فاخلع نعليك إنك بالوادى المقدس طوى»..
فيما يفوق 60 عملا بين ألوان الأكريلك وبمساحات مختلفة وألوان تزرع بداخلنا طاقات من البهجة ودفعات من الإيجابية رغم ما يحيطنا من مخاوف ومخاطر إلا أن الفنانة تفوفت على نفسها بشكل استثنائى عن مراحلها السابقة، حيث كان إلهامها يحمل الرمز والتفاؤل من خلال الدرجات اللونية ذات الإشراق وهو ما ظل معها، لكن بتطور نتج من تعاشق وتراكم الخبرات والتجارب مع شعورها بقدر الانتماء لأرض الحضارات بين وديان وجبال وأراضى ذهب ونويبع وسانت كاترين لتسجل بلوحاتها كما من حكايات الماضى والحاضر وعادات وتقاليد أهلها وأراض تحتوى كل الأديان السماوية بقدسية عبر الزمن، بالإضافة لمشاهد غير متناهية بين سطوع الشمس وأشعتها المترامية لتطلق العنان بمساحات لونية غير معتادة.
فعبرت الفنانة بتكوينات من العجائن اللونية عن درجات الأزرق والبنفسجى والأصفر والبرتقالى والأحمر بين مساحات من ألوان الذهب البراق مما يدلل على تطلع إلى مستقبل قادم لمصر بالخيرات عندما يتوجه النظر نحو سيناء أرض النور والتاريخ والأديان، وبين أعمال راندا فؤاد التشكيلية نجد أختلافاً واضحا عن المسارات فى لوحات الفنانين، فقد أرادت تطبيق مشروعها الفنى بشكل يتلاقى مع ما شرعت ببنائه مسبقاً منذ نشأتها فى بيت فنى مع والدتها الفنانة وسام فهمى، ثم عملها بالعديد من الوزارات المصرية فى مجالات تتعلق بالتنمية المجتمعية، ثم عملت بالصحافة العالمية والمحلية، وبالتوازى مع عملها فنانة تشكيلية طرقت ابواب أكثر توسعاً بخطوط أنتاج للكمامات والملابس والشنط النسائية التى تحمل رسومها وألوانها مع شراكة إبداعية مع المصممة جهاد بدراوى مما يؤسس لتداخل الجمال فى حياتنا اليومية وبرموز تعبر عن هويتنا المصرية بشكل يخدم محتوى التنمية من خلال تدريب الأيدى العاملة وإحياء الحرف التراثية من تدوير الإنتاج والاستفادة مما تحتويه الطبيعة من خيرات تحول مجريات بعض الأسر للتطور والتحقق المادى والمعنوى كدور هام لمجالات الفنون والتنمية.
رابط دائم: