رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

ملخص عام الكورونا

للبشرية أعوام كثيرة يذكرها التاريخ, فيها يموت البشر ويشردون بالملايين وتحطم الاقتصاديات وتنشر الفوضى والبطالة وتتغير الدنيا والمسالك تغييرا لا مرد له ولا انعكاس, ولا تقتصر على مكان محدود بعينه, بل تصير وباء عالميا يصيب البشرية كلها بالشلل التام. هناك أمثلة كثيرة منها الجائحة الإسبانية التى حدثت عام 1918 عقب الحرب العالمية الأولى وراح ضحيتها أكثر من 50 مليونا من البشر. هناك أيضا ماحدث فى الأزمنة القديمة والعصور الوسطى وما تلاها, من حدوث الجوائح والتى كان يطلق عليها مرض الطاعون أو الموت الأسود الذى حدث فى العصور الوسطى ثلاث مرات ومنها ماحدث فى زمن الجبرتى مؤرخ مصر العظيم والذى ذكره فى كتابه عجائب الآثار فى التراجم والأخبارووصفه فى صفحة 148, الجزء الأول منه: وقع الطاعون المسمى (بطاعون كو), ويسمى أيضا الفصل العائق يأخذ على الرائق ومات به كثير من الأعيان وغيرهم وصارت الناس تدفن الموتى بالليل فى المشاعل ووقع فى أيامه الفتنة التى قتل فيها عدة من الأمراء. عام الكورونا هو الذى عشناه وهو المعنى بالفترة من 11 مارس ومن ملخص أحداثه الجسام:وقع وباء الكورونا طبقا لما أذاعته الصين فى 12 ديسمبر 2019 , عن تفشى فيروس جديد تم اكتشافه لأول مرة فى مدينة ووهان الصينية , وبتاريخ 21 ديسمبر أذاعت الصين أن المصابين به يعانون التهابا، رئويا حادا لسبب غير معروف. وفى التاسع والعشرين من ديسمبر ٢٠١٩ تم تسمية المرض كوفيد – 19 بعد استقبال مستشفى ووهان أربعة أشخاص مصابين بالالتهابات الرئوية كانوا يعملون فى سوق ووهان للمأكولات البحرية والدواجن الحية والأسماك والحيوانات البرية. بتاريخ 11 مارس 2020 وصفت هيئة الصحة العالمية المرض وشخصته بالجائحةلأول مرة وأنه أصبح جائحة ووباء عالميا ببيان: المنظمة تصدر تقييما بإمكانية وصف وباء كوفيد- 19 بالجائحة, انطلاقا من قلقها البالغ إزاء المستوى المفزع لتفشى المرض وأضراره والمستوى المفزع أيضا من الإهمال فى إتخاذ الإجراءات اللازمة. انقلبت عقبه الدنيا ولم تعدل أبدا, حتى دور العبادة قفلت. بعدها بأربعة أيام وبتاريخ 15 مارس, ظهر الرئيس الأمريكى السابق دونالد ترامب وشخص المرض بالفيروس الصيني. وهو ما كرره المدير السابق للمركز الأمريكى للتحكم فى الأمراض بتاريخ 26 مارس 2021 فى مقابلة تليفزيونية معه أن الفيروس خرج من أحد المعامل بمدينة ووهان وهو ما رفضته واستهجنته الصين. ظل ترامب يستخدم ذلك التشخيص مرارا وتكرارا, لدرجة أن الأقليات الآسيوية بالولايات المتحدة أصبحت بعدها ضحية للاعتداءات بالألفاظ العنصرية المؤذية للمشاعر الإنسانية فى وسائل المواصلات وكل المحافل وخصوصا بين النساء وكبار السن منهم. إضافة الى ذلك تطور الأمر ليشمل القتل العمد, لدرجة أنه منذ ذلك التشخيص حدث أكثر من 3880 حادث إعتداء على أمريكيين من أصول آسيوية اخرها الحادث المروع الذى حدث فى ولاية جورجيا يوم الخميس الموافق 19 مارس 2021 وراح ضحيته ثمانية قتلى منهم 6 من النساء الآسيويات. فى هذا الحادث هاجم رجل أبيض ناديا صحيا يرتاده الآسيون الأمريكيون فى ولاية جورجيا. بعدها بيوم قام الرئيس الأمريكى جوزيف بايدن ونائبته بزيارة ولاية جورجيا فى محاولة للتخفيف من آثار الحادث المروع بين أفراد تلك الأقلية والتى أصبحت تلك الإعتداءات عليها مستدامة الحدوث من قبل الأغلبية العنصرية البيضاء التى تؤمن بالإستعلاء الأبيض, والتى أصبحت مشحونة بالسموم التى بثها عن عمد الرئيس السابق ترامب. قبل زيارة الرئيس بايدن بيوم كان هناك لقاء فى ولاية ألاسكا, بين وزير الخارجية الأمريكية ووزير خارجية الصين. وعندما جاء دور الوزير الصينى للتعليق على ما قاله الوزير الأمريكى بشأن حقوق الإنسان فى الصين, وكان المقرر له طبقا للبروتوكول الدبلوماسى دقيقتين فقط, تحدث لمدة 16 دقيقة باللغة الصينية ناقدا ما يحدث فى أمريكا من تعد واضح على الأقليات من أصول آسيوية بها, وفى إشارة واضحة للحادث الإرهابى الذى حدث فى ولاية جورجيا: نأمل أن تفعل الولايات المتحدة أفضل، وفيما يخص حقوق الإنسان توجد مشكلات كثيرة بهذا الصدد, وهو الأمر الذى لا يستطيع إنكاره أحد من مسئوليها.بالنسبة لضحايا الكورونا خلال العام على مستوى العالم بلغت أكثر من 125 مليون إصابة وموت قرابة 2.7 مليون, احتلت الولايات المتحدة المركز الأول فى عدد الإصابات وعدد الضحايا تليها البرازيل ثم الهند وروسيا وبريطانيا. هناك أيضا خسائر اقتصادية فادحة يصعب على العالم تعويضها وستتسبب قطعا فى خفض المستوى المعيشى للبشر نتيجة الإنكماشات الاقتصادية المتوقعة. طبقا لصحيفة الإندبندنت بتاريخ 3 ديسمبر أن الإقتصاد العالمى سيعانى خسائر قد تبلغ 12 تريليون دولار نتيجة خسائر شركات السياحة والطيران وغيرهما من الشركات الصغيرة والكبيرة نتيجة الإغلاق الكلى الذى عانت منه كل دول العالم. ربما يكون فشل الرئيس ترامب فى الانتخابات الأمريكية 2020, هو أحد أهم نتائج الكورونا. لقد كان عاما حالك السواد على البشرية فى كل أيامه, لدرجة أظهرت سوءاتها وأنانيتها وقسوتها. شاهدنا الدول المتقدمة التى صنعت الأمصال تحتكرها وتستخدمها لدرجة التخمة على مواطنيها دون بقية الدول الفقيرة اقتصاديا والتى لم تمكنها معارفها العلمية من تصنيع أمصال. فى أمريكا على سبيل المثال تم تصنيع ثلاثة أمصال لم توزعها أمريكا على العالم بالقسطاس المستقيم ولكنها تستأثر بها جميعا وتعلن على الملأ أنها ستوفر أكثر من 600 مليون جرعة من تلك الأمصال لمواطنيها بحلول نهاية شهر مايو القادم, فى الوقت الذى تحرم فيه الدول الفقيرة علميا واقتصاديا من فتات تلك الأمصال وتترك مواطنيها فريسة للوباء. ليست أمريكا وحدها ولكن كل الدول الجشعة التى أصبحت تبحث عن تخمة تلك الأمصال لمواطنيها فى حيود عن الكلام الرومانسى الذى كان متداولا فى بداية الأزمة من أن عملية توزيع تلك الأمصال سيكون عادلا وشاملا بين كل الأمم.


لمزيد من مقالات ◀ د. مصطفى جودة

رابط دائم: