رئيس مجلس الادارة

عبدالمحسن سلامة

رئيس التحرير

علاء ثابت

رئيس التحرير

علاء ثابت

قوتنا الناعمة جدا

احتفل مجلس الثقافة والمعرفة بأكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا بيوم المرأة العالمي، كان الحديث لثلاث مبدعات فى الإدارة، والعلوم، والأدب من أعضاء المجلس.

فى بداية اللقاء وقف الجميع تحية لذكرى الدكتورة فينيس كامل جودة وزيرة الدولة للبحث العلمى الأسبق، التى رحلت عن عالمنا بعد رحلة عطاء مثمرة تعاونت فيها مع مجلس الثقافة والمعرفة فى أكثر من مجال.

ألقت المتحدثة الأولى الدكتورة عادلة رجب الضوء على دور المرأة المصرية فى الإدارة والقيادة منذ فجر الحضارة، فهى الحاكم للبلاد، منذ حتشبسوت ونفرتيتى ونفرتارى وكليوباترا، فلقد تولت المرأة حكم البلاد بعد أن واجهت بكل إصرار وعناد مجتمعاً ذكوريا يرفض أن يكون الفرعون امرأة، ولكن حتشبسوت أصبحت فرعون مصر وصارت ملكة على الصعيدت والدلتا لعقدين من الزمان، واتسمت فترة حكمها بالسلام والرفاهية .

وفى العصور الحديثة تولت المرأة المصرية مسئوليتها فى بناء المجتمع، فقد أسست هدى شعراوى جمعية لرعاية الأطفال مع سيزا نبراوى ونبوية موسى فى 1907، وأسست الاتحاد النسائى المصرى (1923)، وتأسست بعدها الأحزاب السياسية (الحزب النسائى المصرى 1947، وحزب بنت النيل)، وفى عام 1962، جاءت حكمت أبو زيد أول وزيرة للتأمينات الاجتماعية، وفى 1979كانت عائشة راتب أول سفيرة لمصرفى أوروبا. وفى الألفية الجديدة تولت المرأة المصرية منصب المحافظ (فى البحيرة ودمياط)، ومنصب العمدة فى أسيوط (قرية كومبوها مركز ديروط) وتقلدت المرأة المناصب الجامعية فكانت الدكتورة هند حنفى أول سيدة تتولى رئاسة جامعة الإسكندرية، وتطورت مشاركة المرأة خلال السنوات الخمس الماضية فى مجالات الإدارة والاقتصاد، ففي2017 أقرت الدولة الاستراتيجية الوطنية لتمكين المرأة المصرية والتى تتبنى تحقيق أهداف التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030، وجاءت السيدة فايزة أبو النجا المستشارة لرئيس الجمهورية، ثم جاءت الدكتورة غادة والى لتصبح وكيلة الأمين العام للأمم المتحدة والمديرة التنفيذية لمكتب الأمم المتحدة للمخدرات والجريمة فى 2020م.

والمرأة المصرية اليوم تشغل 28% من مقاعد مجلس النواب، وتترأس لجان الثقافة والإعلام والسياحة والطيران بالمجلس النيابي، كما تتولى 8سيدات حقائب وزارية فى الحكومة المصرية.

وعرضت المتحدثة تجربتها الشخصية فى مجال الإدارة والاقتصاد منذ تعيينها معيدة وتدرجها فى الكادر الأكاديمى كأستاذة للاقتصاد تشرف على عدد من البرامج الطلابية (كبرنامج فكر العمل الحر فى جامعة القاهرة)، ثم عملت مستشارة اقتصادية لوزير السياحة ثم نائبة لوزيرة السياحة، ثم تولت رئاسة مجلس إدارة شركة مصر للسياحة؛ وهى تتولى حاليا إدارة مركز البحوث والدراسات الاقتصادية والمالية فى كلية الاقتصاد والعلوم السياسية وهو أحد أقدم المراكز البحثية فى جامعة القاهرة، حيث تعمل جاهدة مع الباحثين بالمركزعلى تقديم الحلول والبدائل للمشكلات الاقتصادية المختلفة، وتتعاون حاليا مع أكاديمية البحث العلمى والتكنولوجيا لطرح مجموعة الأدوات التحليلية والنماذج الكمية لقياس تأثير البحث العلمى والابتكار المباشر وغير المباشر على النشاط الاقتصادى وتقييم الأداء البحثى والابتكارى لمصر.

كانت المتحدثة الثانية الدكتورة رباب الشريف الأستاذة بكلية العلوم جامعة القاهرة والتى تم اختيارها سفيرة لمصر فى مؤسسة اينشتين القادم وتم تكريمها من رئيس السنغال فى العاصمة داكار فى العام 2016م. هى باحثة تدرجت فى السلك الجامعى لتصبح أستاذة فى الكيمياء، تعمل فى مجال حماية المواد من التآكل، حيث تتدهور خواص المادة الأساسية نتيجة لتفاعلها الكيميائى (أو الكهروكيميائى) مع البيئة المحيطة فتتأكسد المواد وينتج الصدأ. ولقد أكدت منظمة الأوبك أن مشاكل التآكل للمعادن تشكل نحو 25% من إجمالى تكاليف الأعطال التى تحدث فى الصناعة البترولية فى العالم، وتنفق الدول نحو 4% من ميزانياتها للحماية من التآكل. ولقد حصلت الدكتورة رباب على جوائز لبحوثها فى مجال حماية المواد من التآكل من أكاديمية البحث العلمى (جائزة الدكتورة فينيس جودة)، وجائزة جامعة القاهرة للنشر العلمي، وجائزة مؤسسة مصر الخير، وجائزة مؤسسة محمد فريد خميس والجامعة البريطانية. تحدثت الباحثة عن جهود الدولة والأكاديمية لدعم المرأة العاملة فى مجال البحث العلمي، فلقد تم تخصيص ثمانى جوائز علمية للمرأة فى مجالات البحث المتعددة من الزراعة والغذاء والطاقة والمياه والصحة والدواء والبيئة. كانت المتحدثة الثالثة الدكتورة منى زكى أستاذة إدارة الأعمال بالجامعة الأمريكية بالقاهرة، والتى قدمت روايتها الأدبية الجديدة مملكة القلب. حصلت على بكالوريوس الإعلام والماجستير بالجامعة الأمريكية بالقاهرة ثم حصلت على الدكتوراه فى إدارة الأعمال من جامعة ماستريخت بهولندا وعملت فى عديد من المجالات، إلا أن الفن والثقافة والموسيقى والكتابة كانت مجالات ملازمة لها فى جميع مراحل حياتها، فأسست مؤسسة القوى الناعمة للإنتاج الفنى بهدف دعم دور الفن فى المجتمع، وتشجيع المواهب الناشئة. ولقد تم تكريمها من قبل عدة جهات دولية، كما نالت عدة أوسمة دولية. قدمت الدكتورة منى روايتها التى تناقش العديد من القضايا المجتمعية الملحة، النشأة والأسرة، التفاوت الطبقي، المساواة فى التعليم والتعليم الأجنبي، الوحدة الوطنية، حيرة الشباب وهجرته إلى الخارج، الإرهاب وتضحيات الشرطة.الرواية تتطرق إلى المشكلات التى تعتلج فى قلب الوطن. دار النقاش طويلا حول صورة المرأة فى الرواية والمسلسلات، وأشار البعض إلى دور المرأة الزوجة والأم فهو أرقى أدوارها فى الحياة، فهى الحاضنة للأسرة والمجتمع، وهى تضاعف حياتها حين ترعى أولادها وتلبى احتياجاتهم وتتابع تعليمهم، وتجعلهم ناجحين ومنتجين للمجتمع، بل تمتد رعايتها للأحفاد.

المرأة فى القلب، بل هى قلب المجتمع النابض بالعطاء والتضحية والحب، هى قوة المجتمع الناعمة فى الإدارة والعلم والأدب، والحمد لله أن قوتنا الناعمة جدا بخير.

> جامعة الإسكندرية


لمزيد من مقالات ◀ د. شريف قنديل

رابط دائم: