فى الصميم
وداعا.. ابنة إيزيس

عرفت إيزيس كربة حامية للأحياء والأموات استنادا إلى دورها فى حماية زوجها أوزيريس وابنها حورس وفقا للأسطورة. لهذا اطلق الغرب على الدكتورة نوال السعداوى لقب ابنة ايزيس فى الترجمه الإنجليزية لسيرتها الذاتية التى تمت رصد فيها حصدها العديد من الجوائز فى اوروبا وامريكا وصدور 70 كتابا لها تم ترجمتها جميعا الى اكثر من 35 لغة. تشرفت بلقائها اكثر من مرة وأجريت معها حوارا, حاولت من خلاله الاقتراب من عقلها المبدع المتمرد لأشرح دون إثارة لبلبلة وجهة نظرها فى العديد من القضايا.

استمدت نوال السعداوى جينات التمرد من جدتها مبروكة التى وقفت فى وجه العمده وقالت ان الله هو العدل وهو الضمير الحى, وتعلمت من والدها الأزهرى المناقشه وألا تطيع الا عقلها, وافتتنت بحب الثقافة والأدب من امها زينب هانم, ولعشقها فيها كانت تصفها بالسيدة العظيمة التى لم تحمل اسمها. عشقها لأمها كان السر فى دفاعها المستميت عن حقوق المرأة وحقّها فى الحريّة والمُساواة, بعد ان توارت بسبب تيارات الإسلام السياسى شكلا وموضوعا.

رأت بعينيها كطبيبة بإحدى القرى البؤس الواقع على النساء بسبب الختان, لذا قاومته وكتبت كتاب المرأة والجنس الذى تسبب فى فصلها واليوم يتم الإعلان بعد 50 عاما من صدور هذا الكتاب عن تغليظ العقوبة لمن يجرؤ على هذا الفعل. هاجمت التوجه الاقتصادى فى عهد السادات، ليتم سجنها لمدة ثلاثة أشهر وحين خرجت تمنت كتابة برقية شكر لمن حوّل الألم إلى عمل إبداعى على هيئة كتاب. اختارت نوال السعداوى الكتابة الصادقة المعبرة عن ذاتها المستقلة وضربت بعرض الحائط جميع الأسوار والتابوهات. وداعا ابنة ايزيس.