تناول بريد الأهرام مسألة «النظافة» بأقلام العديد من القراء، وطرحوا آليات جديدة للتعامل معها، وأرى أن الأمر بحاجة إلى سن قانون ملزم للتعامل به، وقد شاهدت فى كثير من دول أوروبا كيفية التعامل مع القمامة من خلال عملية تصنيف لأنواعها، حيث توضع أمام كل منزل ثلاثة صناديق أحدها خاص ببقايا الأكل والمواد الحيوية, والثانى للمواد البلاستيكية, والثالث للورق والكرتون وما شابه، ولكل صندوق يوم تحضر سيارة القمامة لأخذه والتعامل معه، وفى أول كل شارع رئيسى يوضع صندوقان كبيران أو أكثر للمواد الزجاجية والمعدنية والملابس القديمة.
وهذا التصنيف سوف يساعد فى تحقيق الاستفادة القصوى من هذا الكنز المهدر، حيث تتم إعادة تدوير كل صنف للاستفادة منه، وعلى مدى اليوم بدءا من توقيت الفجر يتم تنظيف الشوارع بتقنيات حديثة وعمال مهرة برواتب مناسبة، وجدير بالذكر أيضا أن هذه الدول تضع بندا فى عقد الإيجار يسمى «تكاليف جانبية» خاص بالقمامة وتكاليف التخلص منها، كما تنتشر المراحيض العامة بالشوارع الرئيسية مقابل أجر رمزي، وأتمنى أن تحذو مصر هذا الحذو وهى قادرة على ذلك حتى تكتمل الصورة الجميلة لبلدنا، ونعيش فى بيئة نظيفة وليس بين مخلفاتنا.
د. أحمد محمد هاشم
أستاذ بالمركز القومى للبحوث
رابط دائم: