عندما تتحول الفكرة إلى تطبيق جمالى معبر، ويتم ذلك بكل دقة وإبداع، فقد تمت المهمة بشكل يدعو إلى الفخر والاعتزاز. وعندما يشيد العالم أجمع بنجاح هذه المهمة الإبداعية، فالفخر يكون مضاعفا وحافز تكرار التحدى يكون متوافرا وبقوة. تلك تحديدا كانت مشاعر طلاب المعهد العالى للفنون التطبيقية بمدينتى 6 أكتوبر، وحلوان، بعد مشاركتهم فى تنفيذ حلى وأزياء العارضين والعارضات الذين شاركوا فى موكب نقل المومياوات يوم السبت الماضى من المتحف المصرى بميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة المصرية بالفسطاط.
المفردات الجمالية التى صممها الدكتور محمد خفاجى والمهندسة ياسمين عبد الوهاب، باتت واقعا جميلا يزين "موكب المومياوات". تصف الطالبة يمنى راشد، قسم الموضة، شعورها عند اختيارها للمشاركة فى تنفيذ ملابس وحلى العارضين والعارضات، فتقول لـ «الأهرام»: "شعرت بمدى المسئولية الكبيرة التى تقع على عاتقنا جميعا كفريق عمل واحد، فمنذ نحو 5 أشهر بدأنا العمل وكنا مسئولين جميعا عن تنفيذ بعض مراحل تشكيل وصنع قطع الحلي". وتشير إلى سعادتها بما أتيح لها من فرصة لإشراك شقيقتها الصغرى (13 عاما) فى إتمام المهام المطلوبة، فكانت أصغر منفذة فى هذا الحدث العظيم.
الطلاب يستمتعون بصناعة حلى وأزياء العارضين
أما رغد إيهاب فترجع الفضل فى اختيارها للمشاركة فى الاستعدادات الممهدة لحدث الموكب، إلى إحدى صديقاتها التى سبقتها فى الانضمام إلى فريق العمل، وذلك بحكم دراستها فى قسم الموضة. وتضيف موضحة: "طبيعة ما كانت تقوم به وهو نشر النحاس ولحامه فى أحزمة معدة لكى يرتديها العارضون، وإضافة قطع "إكسسوارات" خاصة للتيجان، وتضيف: "رغم كثرة القطع المطلوب إعدادها وتنفيذها، إلا أنه كان لابد من مراجعة كل تاج وكل قطعة ملابس للتأكد من دقتها وسلامتها على حسب التصميم المعتمد، فكان العمل يستمر عبر دوريات من الساعة 9 صباحا إلى 3 فجرا، بصورة مستمرة حتى نستطيع الانتهاء بأسرع وقت وبأفضل نتيجة".
ويستكمل مينا مجدى منصور، قسم جرافيك، سرد تفاصيل التجربة، مؤكدا أنه كان يعمل بالتناوب مع زملائه فى إعداد قطع الحلي، مع اعتماد أرفع معايير التنفيذ وسط أجواء تمزج ما بين القلق والاجتهاد، وكثير من الفخر والحماس، ويقول: "عندما تابعت الموكب، كنت أبحث عن كل القطع التى قمنا بالعمل عليها وإنجازها، وأشعر بالفخر الشديد إزاء إتمام المهمة بالشكل الذى تم وجذب الأنظار داخل مصر وخارجها".
أما روضة طارق، واحدة من الطالبات المشاركات، فإن اختيارها جاء بعد مشاركتها فى ورشة خاصة لتنفيذ الحلى و"الإكسسوارات"، وكان يتوجب الالتزام بأعلى درجات الدقة ومتابعة التفاصيل. وتضيف: "بدأت العمل فى تنفيذ أشكال (الجعران) و(اللوتس) التى تزين القطع المطلوبة". كانت تجربة مميزة وناجحة انتهت إلى ما كان من إشادة العالم بأدق تفاصيل الموكب، تلك التفاصيل التى كانت بين أيدى شباب مصرى محب ومبدع.
الدقة سمة أنامل الطالبة المبدعة
رابط دائم: